أكد ادريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، يوم أمس الثلاثاء بالمقر المركزي للحزب بالرباط، خلال حفل توقيع الاتفاقية - الاطار للتعاون بين الاتحاد الاشتراكي ومؤسسة فريديرك إيبرت بالمغرب، أنها «تندرج في سياق الارتقاء بعلاقات التعاون بين »مؤسستينا وسهرنا شخصيا على تجسيد هذا الارتقاء في صيغة اتفاقية إطار»«، مشددا على أن الأمر لا يتعلق بمجرد إجراء شكلي لتوثيق التزامات كل طرف في مجال تعزيز أواصر التعاون، وإنما يتعلق بفتح صفحة جديدة في هذا التعاون، والانتقال بالتالي إلى مرحلة متقدمة، تتسم بمزيد من التقارب والتشاور حول القضايا المشتركة، والعمل برؤية أكثر وضوحا في مجالات التعاون وآلياته«، مذكرا أن «مؤسسة فريدريك إيبرت« كانت حاضرة معنا في كثير المحطات والمنعطفات التي مررنا بها في نضال الاتحاد الاشتراكي من أجل الديمقراطية وحقوق الانسان»«، منوها بالأوراش وحلقات التفكير في ما يخص تبادل الخبرات التي ساهمت فيها المؤسسة بتنسيق مع الاتحاد الاشتراكي، والتي أعطت مسارا متميزا »لمسارات انفتاح حزبنا« على التجربة السياسية الألمانية من جهة، ولمسارات استلهامنا لإشرافات الفكر الانساني من جهة أخرى». في هذا السياق، ذكر الكاتب الأول بأبرز اللحظات التي أطرت اشتغال الاتحاد الاشتراكي مع مؤسسة فريديريك ايبرت، خصوصا سنة 2005 عندما تم الاتفاق على إنجاز ورش فكري مشترك في سياق التحضير للمؤتمر الوطني السابع، حيث قرر الحزب والمؤسسة تنظيم حوار منهجي حول مجمل التحديات والرهانات المرتبطة بالاشتراكية الديمقراطية« في أفق تحيين الأجوبة والأفكار التي تشكل أسس الاشتراكية الديمقراطية اليوم، ومناسبة لتشخيص الأوضاع ولتبادل الرأي حول السياسات العمومية في مجال العدالة الاجتماعية وحول دور الدولة ونموذج التنمية، وحول استرجاع القيم الكونية الأساسية التي تنهض عليها الاشتراكية الديمقراطية. كما عبر الكاتب الأول عن أن الاتفاق الإطار للتعاون المشترك بين الاتحاد الاشتراكي والمؤسسة، يندرج في سياق خاص يتسم أساسا بالدينامية التي أطلقتها القيادة الاتحادية الجديدة، معتبرا أن هذه »الدينامية تتوخى تعبئة جميع الطاقات الاتحادية وتأهيل أدائها من أجل النهوض بالحزب، ومن أجل تحديث نمط اشتغاله ومن أجل تحيين مقارباته الاقتصادية والاجتماعية، وذلك سواء في مجال تفعيل المعارضة البرلمانية اليوم، أو في مجال إعداد السياسات العمومية التقدمية غدا«. أما بخصوص وثيقة الاتفاق الاطار الشاملة، فتهم عددا من القطاعات والمجالات، حيث سترتكز أساسا على تعبئة القدرات النضالية للاتحاد من أجل الديمقراطية والتقدم الاجتماعي، وذلك من خلال الدعم التقني في مجال تكوين الأطر، أو من خلال الحوار السياسي مع مختلف الفاعلين الاشتراكيين الألمان، وكذلك عبر مد جسور التعاون مع قوى سياسية في المحيط الاقليمي والدولي. كما يهدف هذا الاتفاق إلى إشراك مختلف القطاعات الحزبية من فريقي البرلمان، وشبيبة اتحادية ونساء اتحاديات ومنتخبين محليين، وكفاءات وأطر قيادية تحت الاشراف المباشر للمكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي. من جهتها، عبرت كريستينا بيرك، الممثلة الدائمة لمؤسسة فريديريك إيبرت بالمغرب، عن أهمية هذه الشراكة مع الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وما سيميزها من تعاون دولي يؤكد على أهمية مكانة الاتحاد الاشتراكي كقوة تقدمية منفتحة تؤمن بالتعاون المشترك في مجالات الديمقراطية وحقوق الانسان.