** نشبت حرب الرمال بين المغرب والجزائر بسبب العدوان الجزائري المفاجىء ودون سابق إنذار على سرية للقوات المساعدة، والتي كان برفقتها خازن عسكري (ضابط الرواتب) فرنسي، وذلك بمنطقة بونو التي تبعد بحوالي 45 كلمترا شرق مدينة محاميد الغزلان التي تبعد بدورها عن الحدود المغربية الجزائرية بعشرين كيلومترا. إذ قام فيلق من المشاة الجزائريين مدعومين بالمدفعية الثقيلة بإعدام أفراد السرية المغربية بعد تكبيلهم بالأسلاك الشائكة، وإضرام النار في جثثهم بعد ذلك. ولم تكتف الجزائر بذلك بل أرسلت قوات أخرى للهجوم على منطقة حاسي بيضا والتينجوب التي تبعد هي الأخرى بمسافة 60 كلمترا عن جماعة محاميد الغزلان، موازاة مع ذلك قامت قوة أخرى بالهجوم على مدينة فكيك. القياديون الذين أداروا الحرب رغم تفوق الجيش الجزائري من حيث قوة التسليح الذي كان سلاحا روسيا، ورغم دعم المستشارين العسكريين المصريين، كانت نقطة قوة الجيش المغربي تكمن في خبرته التي راكمها الجنود المغاربة في حرب الهند الصينية، وأيضا في الدور الحاسم الذي لعبته العناصر الصحراوية التي انخرطت في القوات المسلحة، ويتعلق الأمر- حسب ما يشهد به الرقيب عمر مراد- بمجموعة الملازم حبوها لحبيب التي كانت تتكون من سبعمائة جندي من أبناء قبيلته (الركيبات)، فضلا عن مجموعة الملازم أبا علي أبا الشيخ التي تتكون من 200 جندي، ومجموعة الملازم البطل البلال (والد القيادي في جبهة البوليساريو سيد أحمد البطل) التي كانت تضم 200 جندي، إضاقة إلى فصيلة يقودها الملازم علي بويا ولد ميارة. ومن بين القيادات الأخرى التي ساهمت في دحر العدوان الجزائري، هناك قائد قطاع أكادير العسكري الرائد بوكرين الذي ثبت تورطه في ما بعد في انقلاب الصخيرات وتم إعدامه. كما شارك في دحر العدوان قائد الفوج الثاني عشر للمشاة النقيب التيالي البوزيدي. ويعود الفضل التقدم الكاسح الذي حققه الجيش المغربي على القوات الجزائرية إلى الجنيرال إدريس بن عمر، قائد العمليات العسكرية آنذاك الذي تجرأ على خلع بزته العسكرية أمام الحسن الثاني، إذ لم يستسغ أن تتم مطالبة القوات المسلحة الملكية بالتراجع بعدما سحقت الجيش الجزائري. الخسائر كانت في صفوف الجيش الجزائري لا تعد ولا تحصى، حيث لم ينج أي جندي من الفيلق الجزائري الذي هاجم منطقة ركالة وأم لعشار وقوامه ألف جندي من مختلف الرتب، والذي كان تحت قيادة رائد مصري (تم قتله في المعركة)، فضلا عن قوة من المظليين، وقوامها 600 مظلي يقودها رائد من الجيش المصري تم قتله أيضا، كما تم أسر حوالي 500 جندي جزائري ، فضلا عن أسر 14 جنديا جزائريا يقودهم ملازم كانوا يقومون بزرع الألغام بالمنطقة المحاذية لمدينة الزاك، وذلك من طرف الملازم علي بويا ميارة. أما في ما يخص الخسائر المغربية في هذه العمليات العسكرية، فإنها لم تتعد 12 قتيلا، ولم يتم أسر أي جندي مغربي، أما الخسائر المادية فتكاد تكون معدومة.