التأم مناضلو ومناضلات الحزب الذين حجوا بكثافة من كل أنحاء الإقليم للمشاركة في المجلس الإقليمي الموسع بقاعة المركب الثقافي والاجتماعي. اللقاء كان من تأطير الإخوة في المكتب السياسي: بديعة الراضي، مصطفى المتوكل، رحاب حنان، وبحضور الإخوة مصطفى عجاب وعبد الله العروجي. اللقاء انطلق بكلمة ترحيبية لعضو المكتب السياسي، محمد علمي، الذي أكد أن اللقاء يدخل في إطار تنفيذ وتفعيل مقررات المؤتمر التاسع للحزب، والرامية إلى نهج أسلوب التواصل والتوجه نحو المستقبل من أجل بناء حزب قوي ومتجدد . بعدها تدخل عضو الكتابة الجهوية الذي بدوره شكر الحضور المكثف والنوعي الذي يؤكد أن الاتحاد باق ومتجذر في تربة هذا الوطن العزيز ، إذ اعتبر حضور ستة أعضاء من المكتب السياسي إشارة واضحة إلى من يهمهم الأمر بأن الاتحاد عائد وبقوة بفضل شجاعة وقدرة المكتب السياسي على النزول إلى أقصى وأبعد المناطق من أجل شرح وتوضيح تصور الحزب "المتواصل والحاضن لكل هموم الشعب ". بعد ذلك أخذت الكلمة بديعة الراضي، التي قدمت عرضا باسم المكتب السياسي. التي ذكرت بالظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي يعيشها البلد في ظل حكومة عبد الإله بن كيران والتي لا تتقن إلا فن الخطابة والتسويف، واعتبرت أن المغرب لم يسبق أن عانى من عجز مالي مثل الذي يعيشه الآن. الحكومة ماضية في سياستها اللاوطنية معتمدة على الاقتراض من الخارج، راهنة الاقتصاد الوطني بجعله اقتصادا تابعا لصندوق النقد الدولي ، كما عرجت على الكثير من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة : - الحد من الاستثمار العمومي . - الاقتطاع من الأجور . - ضرب القدرة الشرائية للمواطن المغربي . - الشعبوية في محاربة الفساد . - التدبير الانفرادي لمعظم الملفات الحساسة للبلاد. - الازدواجية في المواقف بالنسبة لرئيس الحكومة : المتظاهر والحاكم في نفس الوقت . كما لم يفتها أن تذكر بانخراط المكتب السياسي في رسم خارطة طريق للحزب، وذلك بالحضور في كل الواجهات وبناء حزب قوي معبر عن إرادة مناضليه، كما ذكرت بأن الحزب ماض في نهج سياسة حوار مع كل من يتقاسم معه هموم هذا الوطن، نقابات وأحزابا وجمعيات، من أجل بناء جبهة وطنية لمواجهة الردة التي يعرفها وطننا على كل الأصعدة ، كما ذكرت بالدور الذي يجب أن يلعبه الحزب في مواجهة كل أشكال التطرف واستغلال المقدسات معتبرة أن الوطن للجميع . حنان رحاب عضوة المكتب السياسي ركزت في مداخلتها على الشق التنظيمي، مبرزة أن ما يقوم به الحزب، سواء على مستوى القطاع الشبابي أو الطلابي وكذا قطاع المرأة، قادر على أن يعيد الحزب إلى الواجهة مِؤكدة أنه "لا تحركنا الانتقادات ولا المعارضة من أجل المعارضة، بل ضرورة الحفاظ على مكتسبات الوطن التي عرفت تراجعات شتى على كل الأصعدة . كما نوهت بالكلمات التوجيهية لأخينا عبد الرحمان اليوسفي، وذلك بالاستعداد للمحطات الانتخابية وجعل الحزب أكثر حداثة ومسايرا لثورة المعلوماتية التي يعرفها العالم . مصطفى المتوكل عضو المكتب السياسي، أكد أن الاتحاد ليس كباقي الأحزاب وأنه المرجع في الديمقراطية ،وأنه سباق بمرجعياته وأدبياته في الخوض في كل إشكالات الوطن بدون مركب نقص، وأن رجالاته أدوا في كثير من اللحظات ثمن ما قالوه، والذي أثبت التاريخ صحته كالقضية الوطنية، كما ناقش وبإسهاب المسألة الدينية والتي تحتاج الى نقاش هادئ، مستشعرا خصوصية الوطن، كما خاض في الكثير من القضايا الراهنة المتمثلة في استغلال الدين والمؤسسة الملكية في كل نقاش، منبها إلى خطورة الأمر، داعيا كل قوى التحررية إلى تشكيل جبهة وطنية من أجل الحفاظ على المكتسبات، والوقوف أمام كل أشكال الردة التي أصابت الوطن وتطايرت شظاياها لتصيب كل حداثي ومنفتح . كما لم يفته التذكير بأن المشاركة في حكومة جطو كانت خروجا وانقلابا على الديمقراطية، ليختم مداخلته بالتأكيد على ضرورة إيجاد آلية جديدة لمواجهة خصوم الوطن داخليا وخارجيا. بعد هذه المداخلات فتح باب النقاش والذي كان نقاشا متزنا ومسؤولا، ركز على ضرورة التوجه نحوى المستقبل دون الغلو في جلد الذات، معتبرين أن بناء حزب متجدد لا بد له من آلية تنظيمية جديدة مرتبطة بهموم الوطن وقضاياه المصيرية .