يتذكر قراء هذه الجريدة كيف أنها رصدت خلال الموسم الدراسي الماضي ومطلع الحالي، الذي يشارف على النهاية، معاناة الأعوان الذين تشغلهم شركات خاصة بالمؤسسات التعليمية، وتابعت حركاتهم الاحتجاجية دفاعا عن البصيص من حقوقهم التي تضمن لهم الحد الأدنى من الكرامة. المسلسل النضالي لهذه الفئة من العمال انتهى بتسوية بالتراضي بين الشركة المشغلة وغالبية العمال، وهو ما خلف ارتياحا في صفوفهم . الارتياح المعبر عنه لم يتجاوز زمنه مدة تمدد سحابة الصيف، فتعمق أنين الأعوان المكلفين بنظافة المؤسسات التعليمية المنتشرة بإقليم وزان ، وتذوقوا طعم المآسي في عيدهم الأممي الذي حل من دون أن تتمكن رائحة الدرهم الأبيض في اليوم الأسود التسرب إلى أنوفهم وحتى حناجرهم ! المعلومات المتوفرة للجريدة، كما جاءت على لسان أكثر من متضرر ومتضررة التقت بهم ، تفيد بأن هؤلاء الأعوان لم يتوصلوا بأجورهم منذ بداية السنة المالية الجديدة التي استهلكت إلى حد الآن ثلث مدتها ! وسبب هذا التجرجير تحمله بعض المصادر المطلعة إلى أكاديمية التربية والتكوين بجهة طنجةتطوان التي تأخرت في تسوية الوضعية مع الشركة الجديدة التي حصلت على الصفقة ، تأخر كانت فاتورته الإجتماعية والنفسية كارثية على أسر العشرات من أعوان النظافة . المتضررون والمتضررات وبعد أن أعيتهم تسويفات المصالح الإقليمية والجهوية للوزارة التي ينظفون مرافقها يتوجهون بصوت مرتفع إلى عامل الإقليم من أجل الدخول على خط ملفهم الاجتماعي هذا حتى تسوى وضعيتهم كاملة مطلع الأسبوع الثالث من الشهر الجاري طبقا لروح مدونة الشغل التي وضعت للإعمال والتنفيذ ، وليس للتباهي بها بالمحافل الدولية ذات العلاقة بعالم الشغل !