في الوقت الذي كانت الشغيلة التعليمية تنتظر أن تطل عليها نقاباتها بمناسبة فاتح ماي بمجموعة من المكتسبات، و الاستحقاقات المفرحة لتنضاف الى اللائحة الطويلة التي انتزعتها بواسطة نضالاتها، تتفاجأ ، للأسف، بإجراء طال أجورها، من خلال اقتطاعات تعسفية لا تستند الى قانون واضح، إلا منطق الترهيب و التخويف، و لعل اختيار هذا التوقيت، أي فاتح ماي، لم يكن اعتباطيا، بل رسالة تحمل في طياتها الكثير من النوايا الملغومة، و التي لم نعهدها مع الحكومات السابقة، والمناضلون في النقابة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الفدرالية الديمقراطية للشغل، يعبرون عن وجع و ألم عميق، ليس بسبب الدراهم المقتطعة، لكن بسبب العقليات المتحجرة و الصلبة و التي أصبحت للأسف على رأس هذه الوزارة و الحكومة أيضا، في وقت يتغنى فيه المغرب بالأشواط الطويلة التي قطعها في درب الديمقراطية، و الانفتاح، و الحريات، و بذلك يذكرون هذه الوزارة أن التاريخ الطويل من النضال يشهد بالشموخ و الصمود، و لم يحدث أبدا أن أرهبهم إجراء ما خصوصا إذا كان انتقاميا و في عيد العمال ، و بالتالي فهم يطالبون المركزيات النقابية أن تستوعب الرسالة ، و أن تفهم الفلسفة التي تشتغل عليها هذه الوزارة منذ أن أصبح هذا الوزير على رأسها، و أن تعمل بجدية على تسطير برنامج نضالي واضح، يتصدى لهذه الممارسات و يحمي المكتسبات التي إن تراخت في شأنها حتما سوف تتساقط كما تتساقط أوراق الشجر في فصل الخريف.