{ هل أعداد مرضى الروماتويد في انخفاض أم في ارتفاع؟ أكيد هي في ارتفاع ، مادام هناك غياب للتكفل الكلي بالأشخاص المصابين بهذا المرض المزمن. { ما هي الأسباب التي تتحكم في ذلك؟ هناك عدة أسباب وعوامل من بينها عدم الكشف المبكر، عدم الولوج للعلاج الصحيح، عدم توفر الموارد البشرية من أطباء وممرضين متخصصين ومروضين، وبالنظر إلى التكلفة المادية لهذا المرض المزمن. { هل هناك رؤية شمولية وخطة صحية للتعامل مع هذا المرض؟ الرؤية الشمولية التي نراها كجمعية وهي أنه لابد من إعادة النظر في هذا المرض المزمن، بحيث يجب التكفل به حقيقة، لأنه عبء ثقيل على هؤلاء المرضى، فهو مرض يصيب 4 نساء مقابل رجل واحد، يتسبب في تدمير تدريجي للمفاصل إذا لم تتم معالجتها في الوقت المناسب. { ماهي التداعيات التي يتسبب فيها هذا المرض، نفسية، اجتماعية أو اقتصادية؟ وضعية كهذه لايمكن إلا أن تؤثر سلبا على صحة المصابين، لأنها إعاقة يرافقها تورم للمفاصل وعرقلة الحركة، ثم أحيانا تصل إلى العجز الكامل عن الحركة، مما ينتج عنه تدهور كبير لجودة حياة المرضى، وتكون له تداعيات نفسية واجتماعية، والأسوأ من ذلك فهو يقلل من متوسط العمر المتوقع من 5 إلى 10 سنوات. لذلك يضطر مرضى الروماتويد للتوقف عن أداء نشاطهم المهني، والأطفال خاصة الفتيات المصابات أمهاتهن بهذا المرض ينقطعن عن الدراسة، كما أن العديد من الأزواج ينتهي بهم المطاف إلى الطلاق نتيجة عجز أزواجهن. { تعريف بالجمعية؟ الجمعية المغربية لمحاربة مرض الروماتويد تأسست في ماي 2007، تضم في عضويتها أطباء وصيادلة وبيولوجيين ومحامين متطوعين، بالإضافة إلى عائلات المرضى، مهمتها الدعم النفسي والاستشارة القانونية، والدفاع عن حقوق المريض، فضلا عن تقديم بعض المساعدات الرمزية وفق للمستطاع. { ما هي أبرز المطالب التي دافعت عنها الجمعية؟ من ابرز المطالب هي توفير الدواء في جميع مستشفيات المملكة، التغطية الصحية الشاملة للمنخرطين في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وتسهيل الحصول على الدواء لفائدة المنخرطين في صندوق الاحتياط الاجتماعي عبر اعتماد سياسة القرب بجميع جهات المملكة، فضلا عن الدعوة للقيام بحملات تحسيسية وطنية للتعريف بالمرض وتداعياته. { ما هو النداء الذي توجهون من جهة للمرضى، ومن جهة أخرى للوزارة الوصية على قطاع الصحة، ولباقي المتدخلين المعنيين بهذا المرض؟ نتمنى كجمعية أن نجد في يوم من الأيام الأدوية البيولوجية التي توصف من طرف بعض الأطباء بأنها معجزة، متوفرة في المستشفيات العمومية بالنسبة للمعوزين، وأن يتم تعويضها من طرف صناديق التأمين، وذلك قصد الرقي بمجتمعنا المغربي، ولانجد في يوم ما أنفسنا أمام شرائح من المجتمع معاقة وعاجزة، وصلتها الشيخوخة قبل الأوان. كما ندعو المحسنين إلى الاستمرار في دعمهم للمرضى والذين نشكرهم على كرمهم وجودهم، ونحن كجمعية متكونة من مرضى فكل واحد منا يعرف ويحس بمعاناة الآخر،لذلك نكرس مجهوداتنا لطرق جميع الأبواب للحصول ولو على القليل من المساعدة، وبالتالي فإن نداءنا هو كلاسيكي، يناديه أي مريض بأي مرض مزمن كيفما كان نوعه وما أكثرها، وهو الولوج للعلاج الصحيح، توفير الخدمة الحسنة والاستقبال الجيد، والوفاء بالوعود الصادرة عن المسؤولين، والاهتمام الصحيح بهذا المرض، الذي نجد أن شريحة قليلة من المجتمع المدني هي التي تعرف مدى شراسته، ونتمنى يوما أن نجد مراكز استشفائية خاصة بأمراض الروماتويد بكل مدينة، وذلك من خلال تكوين الأطباء في هذا التخصص والاستفادة من شراكات بين الوزارة الوصية والقطاع الخاص. * رئيسة الجمعية المغربية لمحاربة مرض الروماتويد