عبرت الجمعية المغربية لمحاربة مرض الروماتويد عن استيائها من عدم توفر العلاجات البيولوجية في المستشفيات للمصابين بهذا المرض. وقد جاء موقف الجمعية عقب تنظيمها للأبواب المفتوحة بمستشفى مولاي يوسف في الدارالبيضاء بحيث تم عقد مناقشات للتعريف أكثر بمختلف أنشطة المستشفى في مجال مرض الروماتويد. واعتبرت الجمعية أن مستشفى مولاي يوسف يدعم مرضى الروماتويد في جميع مراحل التطبيب بما في ذلك تشخيص المرض والاختبارات المعملية والأشعة وكذا وصف الدواء المناسب. أما بالنسبة للمرضى الذين يحتاجون للأدوية البيولوجية وحقنها وتتبع حالاتهم فهناك سيناريوهان، تضيف الجمعية، إذ أن هناك المرضى الذين لديهم تأمين فهؤلاء يتم التكفل بهم، أما المرضى المعوزون فلا يستفيدون من التطبيب بالأدوية البيولوجية. وهكذا يجد الطبيب نفسه أمام عدم تكافؤ الفرص لتوفير الدواء لجميع المرضى. ونظرا لكفاءة هذه الأدوية البيولوجية وأهميتها في تراجع هذا المرض المكلف، ينبغي بحسب بلاغ الجمعية وضع إستراتيجية وطنية تبعا للوضع الاجتماعي والاقتصادي للمرضى. وأوضحت الجمعية أن ظهور العلاجات البيولوجية أحدث ثورة في التشخيص والعلاج من مرض الروماتويد لأنها تبطئ تقدم المرض، وتوقف الالتهاب ونتائجه المدمرة للمفصل. وهناك خمسة أنواع من الأدوية البيولوجية في السوق المغربية، ولكن اثنين فقط، تضيف رئيسة الجمعية المغربية لمحاربة مرض الروماتويد، ليلى نجدي، تدخل في لائحة الأدوية المعوض عنها من طرف صناديق التأمين، مما يحد من نسبة المرضى المستفيدين ويحد كذلك من اختيارات الطبيب. والأسوأ هو أن الأدوية التي باتت ضرورية لهؤلاء المرضى غير متوفرة في المستشفيات بالنسبة للمرضى المعوزين. هؤلاء المرضى، تقول نجدي، «يجدون أنفسهم منسيين ووحدهم أمام مرض منهك ومدمر وكذلك أمام ظلم اللامساواة في الوصول إلى الدواء الصحيح»، والتكفل بالمريض مبكرا من شأنه أن يوفر له حياة طبيعية على المستوى العائلي والزوجي وحتى المهني. «رأيت مرضى أصبحوا عاديين بفضل هذه الأدوية البيولوجية» تقول نجدي مضيفة «كان هناك مرضى مصابون بإعاقات شديدة وتمكنوا من استئناف حياة طبيعية، وحتى حياة زوجية جديدة» . ه.ح.، 28 سنة، تقول «جربت جميع العلاجات التقليدية الموصوفة من قبل الأطباء ولكن لا فائدة. فحالتي الصحية تتدهور وبقي الحل والأمل الوحيد هو هذه الأدوية الحيوية. ولكن مع الأسف ليست لدي الإمكانيات لشرائها. فقصدت المستشفى إلا أنني صدمت بعدم وجودها في المستشفيات. ما العمل وحالتي تسوء يوما بعد يوم؟». لهذا اعتبرت الجمعية أنه من الضروري والمهم علاج المريض في وقت مبكر قبل أن تكون العواقب وخيمة على المفاصل وبصفة نهائية.