استعدادا للزيارة الملكية المرتقبة لربوع جهة تادلة ازيلال، استيقظ المسؤولون وعلى الخصوص رؤساء الجماعات من سباتهم العميق ، يلطخون الجدران بالبياض و يملأون الحفر في الازقة وفي الطريق بالاسفلت، يغرسون الاشجار التي تنبت في لمح البصر، والمقاولون يسرعون لاتمام المشاريع التي فاتها الاجل بتواطؤ مع الجهات المعنية. ففي هذا الاقليم ، وانطلاقا من بوابته مدينة افورار، تترآى للزائر الاضواء المزركشة بالاحمر و الاخضر والاصفر على طول شارع المسيرة، رصدت لها مبالغ مالية باهظة، هذه الاضواء التي لن تخفي الانقطاعات المتكررة للكهرباء والمصابيح المعطوبة على الدوام . أما دواوير هذه الجماعة ايت عمو، ايت شعيب، ايت اعزى ... ففي أحشائها وضعية كارثية: أزبال متراكمة في كل مكان، دون الحديث عن غياب البنيات التحتية من صرف صحي وتبليط للأزقة، كما هو بالمركز وغياب تصاميم التهيئة ، مما شجع بشكل مخيف على البناء العشوائي الذي أصبح اصواتا انتخابية بالمكشوف، ونشير إلى أنه في الآونة الاخيرة برمجت طريق معبدة في اتجاه منزل عائلة الرئيس بدوار ابن دريهم بتمويل من نقابة الجماعات مستغلا نفوذه كرئيس لهذه النقابة ، تاركا الجماعات القروية في اعالي الجبال تعاني من الفقر و التهميش وساكنتها هذه الايام على صفيح ساخن، احتجاجات ومسيرات في اتجاه العمالة والولاية لكل من ايت محمد تاكلفت تلوكيت ايت اعتاب دمنات .... اما وانت طالع الى عمالة الاقاليم فالطريق الرئيسية المؤدية الى مدينة ازيلال لوحظ اختفاء اولئك الاطفال في سن التمدرس الذين يصطفون في الطريق لبيع نبات الزعتر وساسنو ... طريق مازالت على حالها، اللهم بعض الرتوشات بين ايت كيرت وبين الويدان. وعن جماعة بين الوداين فقد اصبحت مكانا لانحرافات مختلفة آخرها الوفاة الغامضة لشابة مستخدمة بمخدع هاتفي ، وشاب آخر صياد للسمك ، جماعة تعيش خارج الزمن وخارج التنمية ، سكانها غرباء في المكان منهم من باع ارضه ورحل، والباقون يقتاتون من بقايا اسماك في هوامش البحيرة، هذه الاخيرة التي اصبحت ملكا للخواص. وعلاقة بموضوع الزيارة الملكية المرتقبة ، فقد لجأ عدد من المواطنين الى الجرائد الاليكترونية لنشر معاناتهم وتوجيه رسائل الى ملك البلاد ، كما اتصلت بالجريدة مجموعة من هؤلاء ملتمسين إسماع أصواتهم وهذه بعض الامثلة. ففي مدينة افورار توصلنا بتظلم من ساكنة بحي اللوزيطالبون بإعادة حقهم المسلوب، ويتعلق الامر بمشكل اقصاء زنقتهم من التبليط لاسباب انتخابية، علما بأنها مبرمجة في اطار مشروع التنمية المجالية ودشنها عامل اقليمازيلال مرتين . ومن دمنات الساكنة تطالب بنيل هذه المدينة حقها في التنمية في اطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. ومن جمعية آباء التلاميذ تطالب بالحصول على سيارة النقل المدرسي لان ابناءهم يقطعون مسافة تتجاوز 14 كلومترا ذهابا وايابا للوصول الى مقر الاعدادية للدراسة.