توفي السيد عبد الرزاق برادة يوم 21 أبريل 2013 بأحد مستشفيات جنيف، وجرت مراسم دفنه يوم 25 أبريل بمقبرة الشهداء بالرباط، بحضور أفراد عائلته وحشد كبير من أصدقائه. الراحل كان صديقي منذ حوالي 60 سنة، كان له مسار دراسي لامع وناجح بعد حصوله على الباكلوريا في الرياضيات والمدارس التحضيرية. التحق بالمدرسة العليا للكهرباء بباريس، ومباشرة بعد استقلال المغرب كان أول مهندس مسؤول بالإذاعة والتلفزة المغربية في عهد المرحوم قاسم الزهيري، ثم التحق بعد ذلك بوزارة البريد والاتصالات، حيث كان رئيسا للعديد من الأصدقاء والمهندسين والأطر (العديد منهم شغلوا في ما بعد مناصب سامية أمثال بنعبد الله، محمد العود، عبد العظيم الصقلي، محند العنصر، ومحمد واكريم ... إلخ) وكان المرحوم أول مغربي يشغل منصب كاتب عام بوزارة البريد حتى سنة 1967 وأنيطت به مهمة مغربة القطاع، ويحتفظ كل أصدقائه والمساعدين الذين عملوا إلى جانبه، بذكريات قوية ومؤثرة عن تفانيه وإنتاجه وحرصه القوي على المصلحة العامة، وبالأخص كفاءاته التقنية والإدارية، ومثل المغرب في عدة مؤتمرات دولية وانتخب سنة 1965 في منظمة الاتحاد الدولي للاتصالات كعضو من ضم خمسة ممثلين في المكتب الدولي لتسجيل الترددات(ifrb). وعندما التحق نسة 1967 بالاتحاد الدولي للاتصالات بجنيف ترأس لجنة الترددات وتولى عدة مهام بالمكتب الدولي لتسجيل الترددات من سنة 1967 إلى سنة 1989 تم انتخب سنة 1998 رئيسا للجنة الستة في مؤتمر المفوضين بالاتحاد الدولي للاتصالات بمنيابوليس، وأخيرا انتخب رئيسا للجنة مجموعة الخبراء سنة 2002 لإصلاح الاتحاد الدولي للاتصالات وطيلة مساره الدولي، ترأس عدة اجتماعات متخصصة وحضر العديد من المؤتمرات عبر العالم. كان رجل علم بامتياز، ذكي بفكره، متميزا لكن بتواضع كبير ونكران الذات، ظل منفتحا حتى آخر لحظات حياته على كل الابتكارات و التطورات التكنولوجية في قطاع الاتصالات التي أحدثت ثورة كبرى في كل العلاقات الدولية والوطنية والمهنية والشخصية في أقل من نصف قرن. بعد تقاعده من الاتحاد الدولي للاتصالات، اشتغل لبضع سنوات من 1990 الى 2002 مستشارا بالبعثة المغربية لدى هيئات الأممالمتحدةبجنيف، و ممثلا للمغرب بالاتحاد الدولي للاتصالات. عاد إلى الرباط سنة 2008 بعدما أصيب بتقلص عضلي مزمن، أجبره على التزام التحرك بواسطة كرسي، لكن فكره ظل متقدا وحيويا بشكل مدهش. كان محبا للاطلاع على كل شيء متابعا جيدا للقضايا السياسية والعلمية والثقافية ومهتما بكل ما يهم تاريخ المغرب. ولم يكن أصدقاؤه وزواره يصدقون إعاقته بالنظر إلى اهتمامه بكل شيء من خلال مناقشاته واستعماله الباهر لكل التكنولوجيا الرقمية وبنهمه الكبير للقراءة. وبمناسبة رحيله أود أن أعبر عن تعاطفي ومواساتي الخاصة لزوجته السيدة الزوهرة بناني رفيقة حياته طيلة 6 عقود، والتي ساندته دائما وساعدته بتفان وإخلاص طيلة مساره المهني الطويل، وأشاطر نفس المشاعر مع أبنائه: هند، مليكة، وياسين وزوجته كريمة وأحفاده هشام، يونس، ياسمين، إيناس، سارة وشقيقاته ماريا بنيخلف ونعيمة ناصري ونجية وشقيقهم سي محمد، وتعازي الصادقة كذلك لإخوان صديقي الراحل علي وسعيد وأخواته زهور، بديعة ونعيمة. ويشاطرني في هذه التعزية كذلك أصدقائي عبد السلام برادة وهشام بنحربيط وعبد الحق التازي ومحمد واكريم، الذين عاشروا الفقيد. لقد رحل صديقنا عبد الرزاق بهدوء محاطا بعطف وعناية أقاربه وكل الأصدقاء. نطلب من العلي القدير أن يتقبله في جناته، وأن يلهم ذويه الصبر الجميل. وإنا لله وإنا اليه راجعون