ما أقسى أن تفقد صديقا بقيمة وقامة عبد الرزاق برادة، ذلك الرجل الذي فارقنا قبل أن يتم الثمانين سنة من عمره ، والذي كان من أوائل أو لعله كان أول مهندس مغربي يتخرج من المدرسة العليات للكهرباء في باريس عام 1956 ، والذي كان أول مهندس مغربي يتولى الأمور التقنية في الإذاعة المغربية عام 1957 ، ليصبح لاحقا كاتبا عاما لوزارة البريد المغربية ويستمر في منصبه إلى غاية 1967، حيث اختطفته المنظمة الدولية للمواصلات السلكية واللاسلكية في جنيف ليعمل لديها خبيرا ويترأس اللجنة الدولية للفصل في النزاعات بين الأطراف المختلفة على موجات البث الإذاعي والتلفزي ، إلى أن بلغ سن التقاعد ليعمل بعد ذلك مستشارا في السفارة المغربية بسويسرا ، لتمثيل المغرب في جميع المؤتمرات الدولية المتخصصة في مجال الاتصالات والتواصل إلى بدايات القرن الواحد والعشرين . رحم الله الفقيد الكبير عبد الرزاق برادة الذي بإمكان أي شخص أن يتعرف على مكانته العلمية بمجرد وضع اسمه على الغوغل ، والذي كان مثالا في الصدق وقول كلمة الحق والوطنية ، إضافة إلى سمو أخلاقه واستقامته وكرمه ووفائه ، مثقف إلى درجة عالية لا يتابع الكتب والمجلات والأبحاث العلمية فقط بل وكل ضروب العلم والثقافة والسياسة .. بحيث يفاجئك دائما عندما تلتقيه بأخبار ومعلومات جديدة جدا . وهو فوق كل ذلك يمكن أن نسميه ( المؤمن الصابر ) الذي صبر على مرضه واحتمله أكثر من عشر سنين ، وكان يقول لزواره دائما وهو مبتسم : الحمد لله رب العالمين . رحم الله أخانا عبد الرزاق برادة ، وتعازينا الحارة لزوجته الصابرة السيدة زهور وابنتيه هند ومليكة وابنه ياسين وجميع أفراد أسرته وأصدقائه وكل عارفي فضله ، وألهمهم الصبر والسلوان، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.