يراهن المجلس الجهوي الجديد للسياحة بأكَاديروجهة سوس ماسة درعة في استراتيجيته التي سيعتمدها على إيجاد حل لمعضلة النقل الجوي المباشرالذي سيربط بين مدينة أكَاديروالمدن الأوروبية وتأهيل بعض الوحدات الفندقية المصنفة لجعلها في المستوى المطلوب عالميا، وذلك من أجل الإقلاع بالقطاع مجددا في ظل ما تعرفه السياحة العالمية من تنافسية حادة في جلب الأسواق وتطويرالمنتوج وتسويقه بوسائل عديدة. جاء في تدخل رئيس المجلس الجهوي الجديد المنتخب صلاح الدين بن حمان في الجمع العام المنعقد صباح يوم الأربعاء 24 أبريل 2013، بمقر ولاية الجهة، حيث قال:إننا سنعمل جاهدين من أجل الإجتهاد والتفكير في البحث عن موارد مالية للمجلس الجهوي، لأن ما لديه من مال يكفيه فقط في التسيير،وبالتالي لن يساعده في حل المشاكل التي يتخبط فيها القطاع. وأكد أن البحث بطرق جديدة عن موارد مالية كبيرة من شأنه حل معضلة النقل الجوي من خلال تقديم الدعم المالي للخطوط الجوية الملكية المغربية حتى تلعب دورا كبيرا في النهوض بالقطاع السياحي بأكَاديروالجهة عبرتوفيرخطوط جوية مباشرة بين مدينة أكَاديروعدة مدن بالدول الإسكندنافية وأروبا الشرقية وروسيا. وأضاف أن المجلس الجهوي سينكب أيضا على تقديم الدعم والمساعدة لبعض الوحدات الفندقية المصنفة من خلال التدخل لدى القطاع البنكي لتسهيل المساطرالمتعلقة بالقروض والتمويل حتى تتمكن هذه الوحدات المعنية من تأهيل مرافقها وتجديد بنياتها على عدة مستويات حتى تكون في مستوى الفنادق العالمية. وقال إذا عملنا مستقبلا في إيجاد حل لهاتين النقطتين، فإننا سنقضي على أكبرمعضلة ظلت السياحة بأكَاديرتعاني منها لأكثرمن عشر سنوات وجعلتها تفقد صدارتها الأولى في هذا المجال كأول وجهة سياحية بالمغرب، أما باقي المشاكل الأخرى فيمكن التغلب عليها إذا تضافرت جهود جميع المتدخلين في القطاع، بناء على رؤية موحدة وهادفة إلى رد الإعتبارللسياحة بهذه المدينة. هذا وانصبت جميع التدخلات على ضرورة التفكيربجدية للخروج من الأزمة التي يعيشها القطاع السياحي بأكَادير، بالرغم من كون المؤشرات التي قدمها المجلس الجهوي تطمئن على أن القطاع استعاد عافيته من خلال تصدرمدينة أكَاديرخلال هذه السنة للمرتبة الأولى وطنيا من حيث درجة النمو بتحقيقها نسبة 3 في المائة،إلا أن هذا لا يمنع من توجيه انتقادات عديدة إلى المتدخلين في القطاع. فوالي الجهة محمد زلو، اعتبر تراجع السياحة بالمدينة يعود إلى سببين، غياب فضاءات الترفيه وفضاءات الألعاب التي تجلب السياحة الداخلية والخارجية،بينما رأى رئيس المجلس الجماعي طارق القباج أن الأرقام المقدمة لا تعكس في العمق واقع السياحة بأكَاديرالتي تحتاج إلى مناظرة دراسية موسعة لتحديد الإختلالات والأعطاب من أجل تداركها وتصحيحها بشرط تبني استراتيجية واحدة وموحدة يلتزم بها الجميع. أما رئيس جمعية المطاعم ذات الصبغة السياحية بأكَاديركريم زهير، فقد ذهب إلى أن مشكل التوقيت الذي تبنته السلطات هو أكبرمشكل حيث أضركثيرا بالعديد من المطاعم التي تضطرإلى الإغلاق في حدود الواحدة ليلا وهذا يعرقل نشاطها السياحي.وإلى التكلفة الباهظة للنقل الجوي التي جعلت السياح يتجهون إلى وجهة دولية أخرى،وإلى غياب الربط الجوي المباشر بين أكَاديروعدة مدن أروبية بأروبا الغربيةوالشرقية. وذهب ممثل المكتب الوطني المغربي للسياحة جمال كيليطو إلى أن مدينة أكَادير، حققت هذه السنة نسبة مشجعة تؤشرعلى انتعاش السياحة، ويحاول المكتب الوطني المغربي جاهدا جعل هذه المدينة تحافظ على سياحة العطلات الرئيسية الطويلة الأمد على مدار السنة، وعلى السياحة الشاطئية خلافا لمدينة مراكش المتميزة بسياحة العطلات القصيرة والسياحة الثقافية. وقال إن حل الأزمة السياحية بالمغرب يتطلب منا جميعا بذل مجهودات مضاعفة سواء من طرف وزارة السياحة أوالمكتب الوطني المغربي للسياحة أوالمجالس الجهوية للسياحة والمهنيين عموما من أجل البحث عن أسواق جديدة بأروبا الشرقية وروسيا والبرازيل حتى لا تبقى السياحة المغربية مقتصرة فقط على الأسواق التقليدية. ووعد رئيس الفيدرالية المغربية للسياحة علي غنام بإعطاء أهمية للقطاع السياحي بمدينة أكَاديروجهة سوس ماسة درعة حتى تسترجع مكانتها الريادية في هذا المجال من خلال تأطير المهنيين وتكوين العاملين في القطاع ومساعدة الخطوط الملكية الجوية المغربية حتى تلعب دورا مهما سواء توفيرالأسطول الجوي الكافي أوالقيام بالربط الجوي المباشر. وأكد أن الفيدرالية ستطالب الحكومة بالتدخل لدى القطاع البنكي من أجل تبسيط المساطر المتعلقة بالتمويل السياحي ومساعدة الفنادق حتى تجدد مرافقها وتؤهل فضاءاتها، خاصة أن العديد من الفنادق حاليا تعاني من نقص في الملء بالمقارنة مع بعض الفنادق الأخرى الفخمة والمصنفة في خمسة نجوم بسبب تقادم مرافقها وفضاءاتها.