بوعزة بن المجدوب، هو اسم معروف في مدينة المحمدية، رجل قاوم الاستعمار ورفض الرضوخ والإذعان للأجنبي فكان مصيره ومصير أبنائه الطرد من أرضه والاستحواذ على ممتلكاته من طرف المعمرين! استقر هذا المقاوم في مدينة الدارالبيضاء مجردا من رزقه ورزق أبنائه إلى أن توفي سنة 1944 وكله حسرة وأسى. «لكن كل هذا يهون في سبيل الوطن، يقول أفراد من الأسرة ، إلا أن غير المستساغ هو استمرار مسلسل الظلم الذي طال أبناءه المقاومين منهم رحال بن بوعزة المعروف والمعترف به في أوساط المقاومة»، مضيفين «إبان الاستعمار عاشت أسرة بوعزة بن المجدوب الرعب والإهانة جراء التفتيشات المتكررة للبيت بحثا عن الأبناء المقاومين، وكذا جراء الاعتقالات المتلاحقة . كانت لبوعزة بن المجدوب أملاك ورثها أبا عن جد، منها قصر استحوذ عليه أحد المعمرين (البرانس مورا Prince Maurat) ، الذي بقي قاطنا فيه إلى أن توفي سنة 1973». آنذاك بدأت حكاية أخرى للمعاناة « خرج الاستعمار واستبشرت الأسرة خيرا ، وكانت كلها أمل بأن تُنصف وتكرّم ، لكن كانت الخيبة كبيرة ، إذ بدل الإنصاف ، استمر مسلسل الإهانة والمماطلة في المحاكم لمدة تزيد عن 34 سنة، وتم الاستحواذ والترامي على أملاك ورثة بوعزة بن المجدوب من طرف لوبيات العقار وأشخاص نافذين بعقود مزورة! والخطير في الأمر هو إخفاء ملف من المحكمة» كما تقول شكايات وجهت للجهات المعنية . «إنه ظلم كبير ارتُكب في حق أسرة عانت إبان الاستعمار ومازالت تعاني في ظل الاستقلال، تقول مصادر متتبعة لمسار هذا الملف»، علما بأن أفرادها ينتظرون «التفاتة جدية من لدن الجهات المسؤولة تُنصفهم وتضع حدا لمعاناة طالت سنوات عديدة».