صَدرَ عن منشورات اتحاد كتاب المغرب(2013) كتابٌ نقديّ جديد للدكتور حسن المودن تحت عنوان: مغامرات الكتابة في القصة القصيرة المعاصرة، القصة القصيرة بالمغرب أنموذجًا. ويتألف الكتاب من مقدمةٍ وبابين وخاتمةٍ. ويتضمَّن البابُ الأولُ قراءاتٍ في قصص عددٍ من الكتَّاب المغاربة ( أمين الخمليشي، إدريس الخوري، محمد زفزاف، محمد عز الدين التازي، أحمد بوزفور، محمد غرناط، أنيس الرافعي، سعيد منتسب، عبد الله المتقي)، فيما تمّ تخصيص الباب الثاني للقصص والنصوص النسائية بالمغرب المعاصر (رجاء الطالبي، لطيفة لبصير، سعاد الرغاي، مليكة مستظرف، وفاء مليح، رشيدة عدناوي). ويرمي هذا الكتاب إلى تأسيس افتراضاتٍ عن جنس القصة القصيرة، بالمغرب خاصة، وبالعالم العربي عامة، منها بالأساس: * أنّ القصة القصيرة لم تعد منشغلة بالحكاية فحسب، بل تحولَ انشغالها إلى سؤال الكتابة أيضًا، ذلك أنَّ مهمةَ القصة لم تعد منحصرةً في حكاية تجربةٍ أو مغامرةٍ، بل صارت هي نفسها، باعتبارها كتابةً، تَركبُ المغامرةَ، وتُراكمُ التجاربَ. * أنّ الانشغالَ بالكتابة، لا بالحكاية فحسب، قد انطلق منذ الستينيات والسبعينيات، وعرفَ نضجًا أكبر في الثمانينيات، ويكادُ يصلُ درجاته القصوى في التسعينيات وبداية الألفية الجديدة، وخاصّةً مع نصوصٍ ذات نزعةٍ تجريبية. * أنّ القصصَ والنصوصَ النسائية ستتحول، شيئًا فشيئًا، إلى عنصرٍ أساسٍ في التحول الذي تعرفه الكتابة القصصية بالمغرب خاصة، وبالعالم العربي عامة، وأساسًا مع نصوصٍ تُكسّرُ الحدودَ بين الأجناس الأدبية، وتُقدّم أحيانًا كتابةً غيرَ قابلةٍ للتصنيف، وتوظف إمكانات التكنولوجيا الجديدة، وتتكلم لغاتٍ أكثر جرأةً واختلافًا، وتتناول موضوعاتٍ محرّمة أو مسكوتًا عنها، وتساهم في خلخلة الشكل القصصي التقليدي، وتُسمعنا أصوات المرأة ولغاتها، وتساهم في بروز أشكالٍٍ بكرٍ في الكتابة والتخييل . * أنّ مجالَ الكتابة القصصية قد عرف تحولا نوعيًّا بظهور وانتشار جنس القصة القصيرة جدًّا، فبعد انتشار جماليات الإيجاز والتكثيف، الإيحاء والترميز، الحذف والبياض ...، بدأت نصوص جديدة في الظهور حاملةً معها عناصرَ التميّز والتحول كمّا وكيفًا. * أنّ الأدب القصصيّ بالمغرب قد حقق تراكمًا كمّيًا ونوعيًا، يجعله اليوم مؤهَّلا أكثر ليحتلَّ مكانةً مهمةً في التطور الذي تشهده الكتابة القصصية، عربيًا على الأقل، وليستحقَّ منّا بذلك المزيدَ من العناية والدرس والمساءلة. وإجمالا، فالكتاب محاولةٌ في النقد القصصي التطبيقي، يتبنّى التحليلَ النصيّ منهجًا، وغايتُه رصدُ أهمّ التحولات النوعية التي عرفتها الكتابة القصصية، وذلك من خلال أسئلةٍ أساس، من أهمّها: هل تُكتَبُ القصةُ القصيرةُ اليومَ كما كانت تُكتَبُ بالأمس؟ هل عرف هذا الجنسُ الأدبي تحولاتٍ في طرائق الكتابة ومناهجها وأشكالها؟ ماذا عن هذا الشكل الجديد الذي يعرف ازدهارًا اليوم: القصة القصيرة جدًّا؟ ماذا أضافت الكاتبات، اللواتي يتزايد عددهنّ اليوم، إلى جنس القصة القصيرة بالمغرب خاصة، وبالعالم العربي عامة؟ إلى أيّ حدّ ساهم الكتّاب والكاتبات في تأسيس مفهومٍ جديدٍ للكتابة القصصية؟ وما هي خصائص وعناصر هذا المفهوم الجديد في الكتابة؟ وما هي الشروط الموضوعية التي فرضت هذا التحول في مفهوم الكتابة؟