اعتبر صحافيون وباحثون مغاربة واسبان أول أمس الخميس بتطوان، خلال فعاليات المؤتمر الدولي حول موضوع «الصورة الإعلامية للمغرب بإسبانيا» ان دور الصحافة يبقى «أساسيا» لتعزيز التقارب بين البلدين وبناء صرح الثقة وتجاوز الصور النمطية، وكذا ضمان التوافق في مختلف القضايا التي تشغل بال الشعبين. وأكد الصحافي الاسباني إغناسيو سيمبريرو، في عرض له بالمناسبة، أن دور الصحافة «هام لبناء صرح متين تتوافق فيه الاراء ويسود فيه التفاهم لما يخدم مصلحة المغرب واسبانيا، الذين تربطهما اواصر تاريخية وانسانية واقتصادية واجتماعية عميقة». وشدد على أن الصحافة عامة اطلعت ب«مهمة اعلامية وتنويرية» ساهمت في مختلف الفترات والحقب من اطلاع الرأي العام في البلدين على قضايا متعددة تستأثر باهتمام المملكتين، ومكنت من «تحقيق التجاوب وتقريب وجهات النظر رغم بعض الاخفاقات المرحلية العابرة». وفي نفس السياق، اعتبر الصحافي الاسباني خافيير أوطاسو أن الاعلام «ساهم في تعزيز الثقة بين الشعبين الاسبانيين بالرغم من اختلاف وجهات النظر بين البلدين في بعض القضايا»، مبرزا ان عمل الصحافة والاعلام سواء في المغرب او في اسبانيا «يعكس جوانبا من حرية التعبير في التعاطي مع كل القضايا والاهتمام الذي يوليه كل بلد لجاره في الضفة الاخرى»، وان الصحافة تبقى «مؤشرا اساسيا للتقرب من الاخر ومعرفة خصوصيات هذا الآخر، الذي تربطه وإياه وشائج عديدة لا يمكن للزمن ان يمحيها». ورأى الصحافي المغربي الحسين المجدوبي ان «المغاربة كما الإسبان مدعوون الى بذل جهود اضافية حتى يتسنى لكل واحد منهما معرفة الاخر بكل ما تقتضيه الضرورة الانسانية والاجتماعية والفكرية والجغرافية والتاريخية»، مضيفا ان الاعلام يمكن ان يلعب هذا الدور باعتبار كونه «القنطرة التي يمكن من خلالها الولوج إلى عمق القضايا التي تثير اهتمام الرأي العام في البلدين». ورأى المجدوبي أن معرفة الاخر من خلال الإعلام يمكن أن تساهم في «محو الافكار النمطية التي تسببت فيها العديد من التراكمات، والانكباب على قضايا أساسية يمكن ان تفيد البلدين في حاضرهما ومستقبلهما»، مضيفا أن «الأحكام المسبقة والصور النمطية مردها دائما الى عدم المعرفة الجيدة بالآخر وعدم التعمق في كنه القضايا، خاصة وانه محكوم على البلدين على التعايش والتقارب». ورأى الباحث الامريكي من جامعة كاليفورنيا كريستيان ريتشي ان الادب والابداع يمكن ان يشكل بدوره «وسيطا معرفيا لتحقيق التقارب بين ضفتي المتوسط وفهم الاخر وتلاقح الحضارات وضمان التعايش، لما يحمله من قيم انسانية نبيلة»، معتبرا ان الابداع في مختلف اشكاله وانماطه هو «وسيلة راقية للتعريف بخصوصيات كل منطقة على حدة ومنبر لتبادل التجارب بشكل عقلاني يترفع عن القضايا الخلافية التي لا يمكن ان تفيد في تحقيق التعايش» . وناقش المؤتمر، الذي يختتم اليوم بإصدار بيان ختامي، عدة مواضيع فكرية منها «المرأة المغربية من خلال نظرة وسائل الاعلام الاسبانية» و«مفهوم التعايش في وسائل الاعلام الاسبانية» و«تأملات في دينامية الهجرة من خلال وسائل الاعلام» و«صورة المغرب والعالم العربي في الصحافة الغربية». كما تناول المؤتمر جانبا اخر من المواضيع تهم «المغرب واسبانيا من التخاصم الى التفاهم» و«الثابت والمتحول في خطاب الصحافة الاسبانية حول المغرب» و«الدور التربوي والتوعوي للصحافة في ادماج المهاجرين والدفاع عن حقوقهم» و«الجوار في فترة الازمة والتعاون المشترك» و«تأثير وسائط الاتصال والاعلام في صورة المغرب باسبانيا.. وجهة نظر من الضفة الاخرى» و«الجوار في مرحلة الازمة والتفاعل الرمزي بين المغرب واسبانيا».