علمت الجريدة من مصادر مطلعة أن المغرب اتخذ قرارا حاسما بعدم الرد على الاتهامات والمزايدات الجزائرية التي تعادي المغرب، وتسيء الى العلاقة بين البلدين .وأوضح مصدرنا أن تعليمات صدرت للدبلوماسيين المغاربة بعدم السقوط في فخ الرد، وتجاهل كل ما يروج من طرف الجزائريين، سواء رسميين أو غير رسميين وكدا تجاهل الحملة الاعلامية التي تنسقها المخابرات الجزائرية بشكل يومي. وفي سياق الاستنفار الدبلوماسي المغربي، عقد وفد مغربي رفيع أمس الخميس بموسكو، لقاء مع مستشار الرئيس الروسي للشؤون الخارجية يوري أوشاكوف تمحور حول مجموعة من القضايا التي تهم علاقات التعاون والشراكة القائمة بين المغرب وروسيا الاتحادية . كما تبادل الطرفان خلال هذا اللقاء وجهات النظر حول العديد من القضايا الدولية الراهنة ، خاصة تطور الاوضاع في منطقة الشرق الأوسط والأزمة السورية، بالإضافة الى نشاط الجماعات المتطرفة في منطقة الساحل والصحراء . وقد تم التطرق أيضا الى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك وسبل تعزيز العلاقات الثنائية الى جانب موضوع آخر التطورات التي تعرفها قضية الصحراء المغربية .وحمل الوفد رسالة لجلالة الملك محمد السادس الى الرئيس فلاديمير بوتين، حيث أكد الفاسي الفهري للصحافة أن الزيارة «تندرج في إطار التشاور المستمر بين قائدي البلدين، وتؤكد إرادة تطوير العلاقات الثنائية وتعميق وتوسيع الشراكة والتشاور السياسي». وأضاف الفاسي الفهري مستشار جلالة الملك أن المحادثات خلال اللقاء همت آخر تطورات ملف الصحراء المغربية، حيث أكد الجانب الروسي دعم المسلسل التفاوضي في نطاق المعايير المحددة من طرف مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة. وضم الوفد المغربي، إضافة إلى الفاسي الفهري وسعد الدين العثماني ، محمد ياسين المنصوري المدير العام للدراسات والمستندات. وأكد مصدر مطلع أن المغرب منفتح على جميع الجدول في سياسته الخارجية، وسيحاور الجميع ويوضح نظرته للأشياء وفقا للمتغيرات الدولية وظهور عدد من القضايا المستجدة خاصة في ظل انتشار تنظيمات ارهابية خطيرة في سوريا وغيرها من المناطق، مما يفرض مسايرة التطورات لفائدة السلم الدولي. وفي تصريح لوزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي لجريدة الاتحاد الاشتراكي، عقب المجلس الحكومي أكد أن «المغرب يؤكد على رفض الموقف الامريكي ونحن نعمل على التواصل مع أعضاء مجلس الأمن وكل أصدقاء المغرب». وشدد الخلفي على أن «موقف المغرب في هذه القضية حازم وثابت وقاطع ولن نسمح بتغيير مهمة المينورسو، ونكث جهودنا الدبلوماسية من أجل أن لا يحدث هذا الامر ولن يحدث». وأوضح المسؤول الحكومي أن المغرب يراهن على حكمة أعضاء مجلس الأمن. «ونحذر من أن مثل هذا القرار ستكون له آثار وخيمة على تنامي الإرهاب في المنطقة. وظهرت معلومات جديدة حول دور إرهابيي البوليساريو في مالي ودعمهم لإرهابيي القاعدة الذين كادوا يجعلون من مالي أفغانستان جديدة، حيث كتبت الصحيفة المالية «لوب» أن الانضمام المكثف لمقاتلي البوليساريو الى الجهاديين الذين احتلوا شمال مالي، قبل أن تطردهم القوات الفرنسية والإفريقية، ما كان ليتم دون رضا وتحفيز من الجزائر». وقالت الصحيفة التي ذكرت بتصريحات لوزير الشؤون الخارجية المالي تييمان كوليبالي أكد فيها ان نحو 500 مقاتل من البوليساريو يوجدون ضمن الفرق الإرهابية في شمال مالي: «من الواضح أنه دون إسهام هؤلاء المقاتلين (المدربين جيدا من قبل الجيش الجزائري)، ما كان من الممكن هزيمة الجيش المالي». ونقلا عن وزير الشؤون الخارجية المالي، أشارت (لوب) إلى «تجنيد ميليشيات البوليساريو كمرتزقة من قبل الحركة من أجل الوحدة والجهاد في إفريقيا الغربية مقابل مبالغ مالية تتراوح ما بين 200 و6000 أورو». وأوردت الصحيفة أيضا تصريحا لمسؤول عسكري نقلته وكالة الأنباء الفرنسية مفاده أن العديد من مقاتلي الحركة فروا إلى مخيمات البوليساريو المتمركزة (منذ عشرات السنين) في منطقة تندوف بالجزائر. من جهة أخرى، ذكرت الصحيفة أسماء عناصر من البوليساريو أضحوا قادة داخل الحركة من أجل الوحدة والجهاد في إفريقيا الغربية، على غرار عدنان وليد الصحراوي العسكري في صفوف البوليساريو الذي صار متحدثا باسم الحركة.كما يتعلق الأمر بالزعيم الآخر في الحركة عبد الرحمان ولد العامر (أحمد) الذي كان مهربا إلى غاية سنة 2005. وكان يتاجر في شمال مالي (لصالح قيادة البوليساريو) بالمنتجات الغذائية المحولة أو المسروقة من المساعدات الإنسانية الموجهة لساكنة مخيمات تندوف، حسب الصحيفة التي أثارت أيضا اسم عبد الحكيم الصحراوي، قائد الشرطة الإسلامية للحركة في مدينة غاو التي أرهب سكانها قبل تحريرها مؤخرا. وشنت أمس وسائل الإعلام الجزائرية حملة ممنهجة ضد المغرب، واتهمت فرنسا بكونها تساند المغرب من دون وجه حق بل إن لوبيات فرنسية تمارس التعتيم والتضليل لفائدة المغرب حسب زعم الجريدة. وانبرت في نفس الحملة جريدة الخبر التي اعتبرت خبرا لوكالة الانباء الفرنسية «نوعا من التلفيق المتواصل» من مكتب وكالة الأنباء الفرنسية في باماكو على مدار سنوات. وعلى المنوال سارت جريدة المساء الجزائرية والتي اتهمت المغرب بالتشويش. وشنت ذات الصحافة هجوما على كل من وزير الاتصال مصطفى الخلفي ووزير الخارجية سعد الدين العثماني، إذ اتهمت الاول ب»المراوغة والالتفاف على الشرعية الدولية»، واتهمت العثماني ب»الكذب» بخصوص الدول التي تساند المغرب، وادعت أن الموقف المغربي لا تدعمه سوى فرنسا». بل ذهبت وسائل الاعلام الى اتهام المغرب بأنه يستعد لدق طبول الحرب برفضه القرار الامريكي. وأشارت الى ان المغرب عقد اجتماعا للحكومة مع قيادة أركان الجيش للاستعداد للأسوأ وهو الحرب.