نتيجة وعكة صحية مفاجئة ألمت بي ليلة يوم الإثنين 25 مارس 2013 ، كنت مضطرا لزيارة المركز الصحي « الحضاري « بتاوجطات إقليمالحاجب ، لأفاجأ لأول وهلة أن المركز الصحي عبارة عن بناية ترجع إلى الحقبة الاستعمارية جد مهترئة من الداخل و الخارج تشمئز العين لرؤيتها كتب على بابها : المركز الصحي « الحضاري « ودار الولادة لعين تاوجطات. ولجت المؤسسة الصحية حوالي الساعة التاسعة و عشرين دقيقة لا أحد بباها يرشد المرضى فاستنتجت أن حارس الأمن غير متوفر بها . تجولت ببهوها نسيت مرضي بطابور من المرضى أغلبهم نساء ينتظرون الذي يأتي أو لا يأتي في أغلب الأحيان . تجرأت لأسأل بعض المرضى عن وجود أحد الأطباء الذين يبلغ عددهم أربعة مع وجود إحدى الطبيبات في رخصة ولادة، فكانت الإجابة بلغة الاستياء و التحسر على الوضع الشاذ بهذا المركز: لا وجود لأحدهم و لا وجود للطاقم الطبي الآخر باستثناء أحد الأعوان الذي يوزع بطاقات تحمل أرقام الزيارة لتهدئة الوضع و ممرض واحد بقاعة العلاجات الخالية إلا من مقص و قارورة الدواء الأحمر على طاولة أقل ما ما يمكن أن يقال عنها إنها ترجع إلى زمن آخر! و هو بنفسه مستاء من الوضعية حسب تصريحه . هذا الوضع السيء هو المعتاد بهذا المركز الذي يئس المواطنون من خدماته ، و لقد علمت من مصادر مطلعة بأن أغلب أدوية صيدليته تبقى ب«الخزين» حتى تنتهي مدة صلاحيتها ! أما المداومة فمنعدمة إلا من تعليق رقم الطبيب المداوم في سبورة الإعلانات و في أغلب الأحيان فإنه خارج التغطية ، مع العلم أن أغلب الولادات ترسل إلى الحاجب أو إلى مكناس لتبقى دار الولادة منطقة عبور لا أقل و لا أكثر ! أمام هاته الأوضاع المتردية ، يطالب السكان المسؤولين، كل في دائرة اختصاصاته، بالتدخل العاجل من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان، لأن صحة المواطنين فوق كل اعتبار لا تقبل التأجيل، و خاصة بعد دخول بطاقة رميد إلى الميدان حتى لا تبقى شعارا كباقي الشعارات الأخرى ؟!