قال عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، سفيان خيرات، إن الوضعية السياسية العامة بالمغرب لا تعرف تراجعا في المكتسبات التي راكمها المغرب منذ حكومة التناوب فقط ، بل أصبح هناك ترسيم لهاته التراجعات . وأضاف عضو المكتب السياسي الذي كان يتحدث أمام أعضاء المجلس الإقليمي لمدينة تطوان المنعقد برئاسة المكتب السياسي وتحت إشراف الكتابة الجهوية للاتحاد، يوم الأحد 14 أبريل الجاري، أن الحزب الأغلبي يفتقد لتصور لطبيعة الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي تتطلبها طبيعة المرحلة التي يعيشها المغرب، ولا يمتلك الجرأة لقيام بإصلاحات من شأنها الخروج من الأزمة، وهمه الوحيد هو الحفاظ على الأصوات الانتخابية، ولو على حساب الاستقرار السياسي والاقتصادي للمغرب ، وان القرارات التي اتخذتها الحكومة الحالية من شأنها أن تفقد المغرب سيادته الاقتصادية ، وأن تعيده إلى ما قبل تجربة التناوب التوافقي، مشددا على أن الحزب الأغلبي حزب إيديولوجي صرف ومنغلق، يسير المغرب بوجهين مختلفين تلعب فيه حركة التوحيد والإصلاح دورا أساسيا. ويفتقد للتجربة الكافية لقيادة الحكومة، ومن هنا كان قرارنا الصائب بعدم المشاركة في هاته التجربة لعدم اتفاقنا مع المرجعية التي يمتح منها تصوراته ، و كذا لإيماننا العميق بضرورة حضور فرز في الحقل السياسي المغربي ما بين قوى محافظة وقوى تقدمية . وبالتالي يضيف خيرات فإن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مطالب بقيادة القوى التقدمية في المغرب . وبخصوص الوضعية التنظيمية للحزب قال خيرات إن الكل راهن على انمحاء الحزب من الساحة السياسية ليس فقط بعد المؤتمر الوطني الأخير ، بل مباشرة بعد الانتخابات الأخيرة، غير أن الاتحاد كان ولايزال معادلة صعبة في المشهد السياسي ، وأن الاتحاد عازم على استعادة ريادته في المشهد السياسي إذا ما ربح رهاناته الداخلية والخارجية ، ومنها بالأساس الأوراش الذي أطلقها المكتب السياسي المتمثلة في فتح حوار داخل الحزب لأجل تجاوز تبيعات المؤتمر وأن يصبح الحزب، حزب كل الاتحاديات والاتحاديين، وجعل سنة 2013 مرحلة بناء التنظيمات الحزبية عموديا وأفقيا، بالإضافة إلى مد جسور الحوار مع كافة مكونات المجتمع المدني والقوى التقدمية الحية بالبلاد، مضيفا أن الاتحاد سيشرع في فتح حوار انطلاقا من هذا الأسبوع مع مكونات العائلة الاتحادية التي خرجت من رحم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في أفق توحيد اليسار . من جانبه اقترح عبد الطيف بوحلتيت الكاتب الإقليمي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بتطوان صياغة برنامج للدخول الاجتماعي المقبل يرتكز على توسيع التنظيم الحزبي، وإعادة بنائه عبر المؤتمرات المحلية والإقليمية والجهوية لبناء حزب حداثي ديمقراطي وجماهري يتسع لكل الاتحاديات والاتحاديين، القيام بوقفة تأمل وقراءة لأداء الاتحاديين والاتحاديات داخل المؤسسات المنتخبة محليا وجهويا، تعزيز دور النقابات والجمعيات ومد الجسور معها . أما محمد الملاحي رئيس جماعة وادي لاو والنائب البرلماني باسم الاتحاد بالإقليم ، فقد قدم عرضا عن الأداء البرلماني الحزبي داخل البرلمان في مواجهة العشوائية والارتجالية والعبث التي يدبر بها الشأن الحكومي والتراجعات في المكتسبات التي رسمتها حكومة عبد الإله بنكيران ، منوها بالأداء البرلماني للفريق الاتحادي في فضح السياسات الفاشلة للحكومة الحالية . كلمة الكتابة الجهوية والتي ألقاها محمد اسريحن أدانت التصريحات التي أطلقها المدعو الريسوني التي استهدفت قيادة الحزب، مما يؤكد انزعاج الجناح الدعوي والإيديولوجي للحزب الحاكم من الدور الذي أصبح يلعبه الاتحاد في المشهد السياسي المغربي، مؤكدا أن على الحزب جهويا وإقليميا ومحليا مطالب بتجديد هياكله والاستعداد لأخذ المكانة الحقيقية داخل المجتمع وداخل المشهد السياسي .