أسابيع فقط تفصلنا عن مغادرة صامويل كابلان إلى واشنطن بعد انتهاء مدة انتدابه كسفير للولايات المتحدةالامريكيةبالرباط وفي قلبه غصتان: «العدالة والتعليم». يغادر صامويل كابلان، سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية في العاصمة الرباط إلى واشنطن بعد مضي حوالي أربع سنوات كممثل ديبلوماسي للرئيس باراك أوباما، ويحز في قلبه أن لا يشهد التحسن المأمول لوضعية الاطفال ضمن منظومة العدالة، وأيضا أن يكون شاهدا على عدم استفادة الرباط من خبرة الولايات في مجال التعليم لتطوير منظومتها التربوية. وقال كابلان، في معرض جوابه عن سؤال ليومية «الاتحاد الاشتراكي» بخصوص المشاريع التي كان يتمنى أن يراها تتحقق خلال ولايته لكن لم يحدث ذلك، «ثمة مشروعان على الخصوص»، الاول يتعلق بمنظومة العدالة والثاني منظومة التعليم». وأوضح الديبلوماسي الأمريكي، خلال ندوة حول «تطور العلاقات الثنائية بين المغرب والولاياتالمتحدة» بالدار البيضاء، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية عملت على المساهمة في تطوير المنظومة القضائية، خاصة، يضيف كابلان، في ما يتعلق بتحسين وضعية الاطفال ضمن منظومة العدالة. وأشار كابلان إلى أن الرباط قد طلبت مساعدة واشنطن بخصوص مجالات متعددة مرتبطة بمنظومة العدالة، مؤكدا» «لقد عملنا على وضع الخبرة الأمريكية في عدة مجالات بقصد إيجاد السبل الكفيلة بإحداث تغييرات في منظومة العدالة». وكان أمل كابلان في ما يتعلق بقضية التعليم، أن يستفيد المغرب من التجربة التي راكمتها الولاياتالمتحدة في مجال التعليم أكبر، غير أن ذلك لم يتحقق له، وقال ««كان بودنا أن نتقاسم بشكل أكبر تجربتنا»، في مجالالتعليم». هذا ووصف كابلان، الذي يعتبر السفير الامريكي الوحيد من أصول يهودية ينتدب الى المغرب كديبلوماسي رفيع المستوى، العلاقات التي تجمع المغرب والولاياتالمتحدةالامريكية ب«الناضجة»، موضحا أن «علاقات ثنائية قوية مثل هاته «حينما تصل درجة من النضج، تمكننا من مقاربة ملموسة وحقيقية للقضايا المشركة ويكون لها وقع حقيقي».» وبخصوص قضية الصحراء أشار كابلان، الذي أكد أنه لم يزر قط المناطق الصحراوية خلال مدة انتدابه كممثل للديبلوماسية الامريكية في الرباط، إلى أن الولاياتالمتحدةالامريكية من خلال أطر سفارتها بالرباط تحرص على الحضور الملموس بالمناطق الصحراوية وتتابع عن كثب ما يجري بها». وشدد كابلان على أنه تمتع فقط بكثبان رمال «مرزوكة»، وهو الفضاء المفضل لكاتبة الدولة في الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، التي كشفت مدى اعتزازها بالعلاقات القوية ما بين الرباط وواشطن، مقدما مثالا عن ذلك بعدم قيامها بإلغاء لقاءات الحوار الاستراتيجي بين المغرب والولاياتالمتحدة بالرغم من تزامنه مع مقتل سفيرها في بنغازي الذي أدخل الولايات في حداد. وفي السياق ذاته قال كابلان إن المقترح المغربي بخصوص الجهوية الموسعة القاضي بمنح الاستقلالية للمناطق الصحراوية في ظل السيادة المغربية مقترح «جدي، ذو مصداقية، وواقعي». وقد تطرق كابلان الذي كان يحاوره كل من الصحافيين نادية لمليلي، سعد التازي، عماد بنطيب والباحث محمد ظريف، إلى الوضع في العالم العربي بعد الربيع العربي. وقال الديبلوماسي الامريكي إنه يجب التعامل بحذر مع مقولة «الربيع العربي»، مشددا على أنها مقولة غير صالح تطبيقها على الحالة المغربية، ذلك أنه حينما يتم ذكر بلدان مثل اليمن، تونس، مصر، وليبيا، في ارتباطها ب«الربيع العربي» فذلك يحيل إلى «زعيم ونظام ديكتاتوري وأسرة فاسدة.» وأكد كابلان أن هذا ليس بالحقيقي بالنسبة للمغرب، وقال إن جلالة الملك محمد السادس، يحظى باحترام شعبه وأسرته تتعامل بشكل ملائم، مشيرا في الآن ذاته الى أن جلالته لم يدخر جهدا في تحسين أوضاع الشعب المغربي وإدخال إصلاحات دستورية. وبخصوص مشاركة الإسلاميين في الحكم في عدد من الدول العربية بعد الربيع العربي، قال كابلان إن تقييم مشاركتهم في مراكز اتخاذ القرار يحتاج إلى بعض من الوقت، وليس بالبساطة المتصورة، وأن تقييم إصلاحات يتطلب الكثير من الوقت. وبخصوص فتح قناة للحوار مع السلفيين، قال كابلا إن السفارة الامريكيةبالرباط تنصت وتلتقي الموالين والمعارضين للنظام وتحاول التعرف على مواقفهم من كثير من القضايا، والهدف هو ان نترك للقادمين من الديبلوماسيين في المستقبل ملفات تبين حقيقة الأوضاع.