اختتم المنتدى الاجتماعي العالمي، الذي انعقد بتونس ما بين 26 و39 مارس 2013 أشغاله بإصدار بيانات الجمعيات النسائية والنقابية والشبابية والمجتمع المدني والهجرة... وعبرت اللجنة المنظمة عن ارتياحها للأجواء التي سادت أشغال هذا الملتقى الدولي ,حيث انتصرت تونس بربحها لرهان التنظيم الجيد والمحكم, وأرسلت إشارة للعالم بأن تونس مستقرة بالرغم من الصعوبات الداخلية، ولعب الاتحاد العام التونسي للشغل دورا محوريا وأساسيا في هذا الانتصار، وأيضا نجح المنتدى الاجتماعي العالمي في قدرته على إشراك هذا الكم البشري الهائل من مختلف القارات والدول, بعدما كان البعض يعتقد بأن المنتدى يقترب من السكتة. لقد مر أكثر من عقد عن تأسيس المنتدى الاجتماعي العالمي، وبعد محطة تونس لابد من قراءة متأنية وموضوعية ونقدية لهذا المسار في شكل المنتدى, وطريقة تسجيل المشاركين من منظمات وأشخاص وفي عدد الورشات وطريقة تدبير الجموع العامة واللوجستيك والتمويل... حتى نتمكن من رسم معالم مستقبل جديد للمنتدى يحافظ على أهدافه ويطور تجربته, فمنذ دورة مالي إلى تونس, كان الهدف هو إشراك أكبر عدد من الجمعيات من مختلف الديناميات والقارات , وبلغة الأرقام في تونس شارك أزيد من 40 ألف مشاركة ومشاركة منها 15 ألف من الأجانب (من المغرب أزيد من 500 مشارك ومشاركة) وأزيد من 3000 منظمة (من المغرب 291 منظمة) وتنظيم أزيد من 1000 ورشة في مختلف القضايا التي تهم مستقبل الانسان كالعدالة الاجتماعية والديمقراطية والاقتصاد والسلم والعمل النقابي والبيئة والثقافة.. بالمقابل لابد من تسجيل بعض الملاحظات الأولية والتي تتناقض مع ميثاق بورطو اليفري أو مع المقاربة الكمية). *أرجعت السلطات التونسية من مطار تونس أحد الأشخاص المسؤول الأول عن تهجير الشباب التونسي إلى سوريا بعدما كان مسجلا كمشارك في المنتدى العالمي. وحسب وسائل الاعلام التونسي أن هذا الشخص مسؤول عن قتل أزيد من 189 شابا تونسيا في سوريا مقابل مبالغ مالية من عائلاتهم. *كيف للمنتدى الاجتماعي العالمي أن يسمح لبعض المشاركين من رفع اعلام لمنظمة مسلحة ويقومون بالدعاية لها. *كيف للمنتدى الاجتماعي العالمي ان يضم مشاركين يرفعون شعارات مساندة لأنظمة ديكتاتورية وآخرين يساندون »المجاهدين« وهي منظمات مسلحة. *كيف للمنتدى الاجتماعي العالمي أن يبرمج أزيد من 1000 ورشة في ثلاثة أيام, أي بمعدل أكثر من 300 ورشة في اليوم في مواضيع متشابهة, بالرغم من أهميتها الكبرى,وأن في أقصى تقدير لا يتعدى عدد المسافرين في الورشة 100 مشارك ... الباقي يتجول في فضاء الجامعة. *كيف للجموع العامة لمختلف الديناميات أن يحفضرها مشاركون غير فاعلين فيها. هذه الملاحظات تسائلنا جميعا في أفق عقد المجلس الدولي للمنتدى, حتى لا يتحول إلى مجرد مهرجان سياسي عالمي ويبتعد عن أهداف ميثاق بوطو اليفري في خلق جهة اجتماعية مدنية عالمية لمواجهة العولمة المتوشحة, ان المقاربة التي اعتدمت منذ التأسيس والتي تعتبر الحضور الكمي من الأولويات قد استنفدت بدورها ولابد من اعتماد المقاربة النوعية بالتفكير في إقرار معايير المشاركة تتماشى وأهداف المنتدى, سواء في اختيار الأشخاص والجمعيات والانتقال بهذه الحركة الاجتماعية العالمية إلى حركة مؤسساتية بتوفير مقر وإدارة قارتين.