صدق أو لا تصدق, سبع ساعات و 15 دقيقة عمر رحلة على متن القطار من مراكش إلى سطات . ذلك ماوقع للمسافرين الذين كان من سوء حظهم ركوب القطار المنطلق من مراكش يوم السبت 6 أبريل 2013 على الساعة الواحدة بعد الزوال في اتجاه الدارالبيضاء . القطار المعني لم يكد يخطو الكيلومترات الأولى من رحلته حتى توقف اضطرارا بمحطة سيدي بوعثمان على بعد 30 كيلومترا من مراكش بعد أن أصيبت قاطرته بخلل تسبب في عجزها عن جر عربات القطار المكتظة بالركاب . الوقوف الأول دام طويلا ، و لأن المسافرين كانوا متفائلين فقد صبروا كثيرا, معتقدين أن قطارهم سيستأنف رحلته بسلام دون تأخر ثان . و قبل محطة سطات ب15 كلومترا توقف القطار للمرة ثانية بسبب عطب مماثل في القاطرة. فكان التوقف هذه المرة أطول ، مما أدى إلى نفاد صبر المسافرين الذين احتجوا على إدارة المكتب الوطني للسكك الحديدية مطالبين بإرجاع المبلغ الذي قدموه مقابل تذكرة رحلة لم تنه مسارها ، مشفوعا باعتذار مكتوب عن التأخر الذي دام لساعات . لكن مسوؤل المحطة عوض أن يهدئ من غضب الركاب متفهما للوضع المحرج الذي وضعهم فيه هذا القطار المعطوب ، بآليته المتهالكة التي كان من المفروض في الإدارة ألا تسمح لها بالمجازفة بحياة الركاب ، عوض ذلك عمل على تأجيجه بعدما أخبرهم بأنه لن يكون هناك أي اعتذار و لا إرجاع لمبالغ التذاكر، مهددا إياهم أنه في حالة عدم إفراغ السكة سيستدعي الدرك لإجلائهم بالقوة . وهو ما رفضه الركاب ، الذين نزلوا بكثافة إلى السكة في سلوك احتجاجي بعدما صدمهم الموقف اللامبالي لهذا المسؤول الذي لم تعن له محنتهم شيئا و لم يفهم أن الكثيرين منهم ملتزمين بمواعيد صارمة . و لم ينفرج الموقف إلا بعد حضور رجال الدرك الذين فتحوا حوارا مع المسافرين الغاضبين و أقنعوهم بإفراغ السكة . عندما وصل القطار ، بعد إصلاح محرك قاطرته ، إلى سطات كانت عقارب الساعة تشير إلى السابعة و 15 دقيقة مساء . كثيرون من الركاب فضلوا التخلي عن القطار ، و استأنفوا رحلتهم على متن الحافلة ، بعدما تبين لهم أن الآلية التي وضعتها إدراة السكك رهن إشارتهم غير قادرة على إتمام الرحلة بخير . بل منهم من صرف النظر عن استكمال رحلته في اتجاه الشمال و عاد إلى مراكش . بعض العاملين بالسكك الحديدية أوضحوا أن السبب في هذا العطب المتكرر ، كان بسبب إضافة عدد من العربات لاستيعاب أعداد المسافرين التي تضاعفت بفعل عطلة الربيع ، و هو ما لم تستطع القاطرة تحمله ، لتفشل بشكل متكرر في جر القطار و إتمام رحلته في الموعد المعتاد .