قارب اللقاء الذي احتضنته قاعة أحمد الطيب العلج بالمعرض الدولي للنشر والكتاب، أول أمس الثلاثاء، العديد من الأسئلة التي استحضرها كل من عبد الغني أبو العزم، عبد الفتاح الزين، محمد ولد عبدي (من موريطانيا)، سلمان بونعمان وتسيير عبد الرحيم العطري، لمساءلة موضوع «السؤال الفكري الراهن لدى النخب الثقافية». ومن منطلق ضرورة إعادة النظر في حساباتنا الثقافية والمهام التي يجب أن يعاد فيها النظر، وماهي الاسئلة المركزية التي تعتمل الآن في الذهنية بعد الربيع العربي، وهل مازالت الاسئلة القديمة يمكن الاطمئنان لها.. اعتبر المتدخلون، أنه لمقاربة هذا السؤال المتجدد في طرحه، فهذا يفرض ضرورة إعادة زوايا النظر، وإعادة النظر في كل المقاربات التي تخصه. وبأن موضوع النخب والمسألة الثقافية فيه اجترار كبير.. ولمقاربة هذا السؤال، اعتبر المشاركون أن طرح السؤال الفكري الراهن لدى النخب الثقافية، يعد وعيا باللحظة التاريخية وبتحديد المسؤولية ودورها، متسائلين إلى أي حد استطاع هذا السؤال إبراز دور النخب في علاقتها بالمجتمع، والسبب في ذلك لكونه يعد سؤالا ملتبسا . وفي سياق هذا النقاش، تم استحضار عنصر النخبة السياسية والنقابية، المفكرة والمثقفة، المتعلمة المتخرجة من المعاهد، ونخبة الفقهاء المهيمنة على الفكر التقليدي السائد، على اعتبارها ظاهرة فكرية عرفت تطورا ملحوظا قبل وبعد الاستقلال، وبأن تطورها يطرح العديد من الاسئلة يفرز تباعدا وتباينا في التكوين ورؤى ، وهذا في نظر المتدخلين ما يعقد المسؤوليات والأدوار التي يمكن القيام بها. وأجمع المشاركون في ندوة «السؤال الفكري الراهن لدى النخب الثقافية»، أن المثقفين قد تخلوا عن أدوارهم، ولم تعد تربطهم أية علاقة مع الأحزاب والنقابات والمجتمع، حيث اختلطت الرؤية بين ما هو أساسي ونوعي، وأصيبت أدوات التحليل للواقع والمجتمع بأعطاب واختلالات. لهذا يرى المشاركون أنه أصبح من الضروري أن يعود المثقف إلى حضن المجتمع المدني، ومن خلاله يمكن أن يكون ذلك المثقف فاعلا. وفي سياق المقاربات التي تناولت «السؤال الفكري الراهن لدى النخب الثقافية»، تم استحضار أزمة المشروع الوطني، وفصل السياسي عن النقابي، وإعادة السياسة إلى المجتمع، وعزل السياسي عن الثقافي، وهل سيكون الثقافي تابع للسياسي، وعزل السياسي عن المدني.. ، معتبرين أنه أمام هذه التحولات يجد هذا السؤال نفسه موجودا في معترك شتات يجب استجماعه، الشيء الذي يستدعي استحضار المعرفة لمقاربته، إلى جانب التفكير في الكيفية التي يمكن من خلالها إعادة بناء كل هذه الاسئلة، مع استحضارالحذر الفكري المفتقد اليوم..