أطلعنا الزملاء في أصداء، الصادرة يوم أمس، أن خيبة كبيرة أصيب بها من يقتاتون على فتات قطر. وعليه فقد علمت، بحسرة كبيرة، أن السيدة المصون، حرم المحتضن الدولي لكل الثورات العربية، طويل العمر أمير قطر، شريكته وحاضنة سلالته الثورية من بعده، المسماة الشيخة موزة، لن تحصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة القرويين الحصينة. وعلى عكس كل الفقراء الذين تخلفوا عن الثورات، بعد أن احترقت ال دول وفاحت روائح البترول المشحم، لم أفرح للمنع الذي طال سموها وحرمانها من الدكتوراه من أقدم جامعة في الكون. فخادمكم الأمين يعلم أن الدكتوراه الفخرية تقدم لشخصية ما، قدمت أعمالا جليلة ما، وتركت بصمتها في حقل من الحقول. وغالبا ما يكون هذا التشريف مصاحبا لمساهمة لافتة للدكتور أو الدكتورة الشرفية في تمويل أنشطة الجامعة .. وتحقق الشيخة موزة أولا، الصفة الأولى المطلوبة لدى المشرفين، أي أنها شخصية تركت بصماتها في الكثير من الحقول، ومنها حقول النفط، حقول الذرة، وحقول الألغام في العلاقة بيننا وبينهم .. وحقول الموز أيضا. وإذا كانت في بلاد العجم جمهوريات الموز، ففي بلاد العرب إمارة الموزة، والتي تمتد من البارسا شمالا إلى باري سان جيرمان جنوبا. وأن طموح الأميرة أن تمتد إلى جامعة القرويين شرقا.. خصوصا وأن رئيس الحكومة الجديدة يستشهد دوما بالبنان، وهو في لغتهم يعني الموز. أما بخصوص التمويل والمشاركة فيه، كما يقول محامي متمكن، فإنه، لا علم لنا به. وما نظن القرويين كانت ستقبل بشهادة فخرية بدون أن يسبقها شيك أو شيكة، كما قد تنطق الشهية بالفرنسية، منذ أن أضحت باريز عاصمة قطرية. أولا، لأن الشيخة قادرة على الحصول على أية شهادة، من أية جامعة في الكرة الأرضية، بعد أن صارت قطر تملك كيف يتم اختيار الأسماء: تقول الموسوعات المتخصصة أن «اختيار الدكتورة الفخرية، والدكتور الفخري غالبا ما يتم إسناده إلى لجنة تضم مبدئيا أسماء المرموقين من الجسم الأستاذي في الجامعة». وعليه، فإن الفخد قد يعتبر عضوا من الجسم، إذا ما نحن وسعنا مفهوم الجسم. وإذا لم تحصل الشيخة على دكتوراه فخرية، يمكنها أن تحصل، مثلا، على دكتوراه فخدية، من الفخد أوالفخدة ( ما لا يؤنث لا يعول عليه)، خصوصا وأن الإمارة تضم العشيرة والفخدة والقبيلة وكل الجسم يمكنه أن يتشرف بدكتوراه خاصة بكل عضو فيه. شخصيا أعرف من رجال الإعلام من يستطيع أن يبيع لها كل ما راكمه من معرفة دفعة واحدة وبالتقسيط المريح، لاستعمالات عديدة ليست دوما «فخرية». معلومات في قرص مدمج في دفتر شيكاتها. وإذا طلبت شهادتهم فسيقطعون ألسنتهم ويضعونها، على شكل رقائق لزجة في محفظة يدها. ومنهم من سيرافع، في مقالات طويلة، ومدبجة تقنع كل مشايخ الأرض بأنها إذا كانت التفاحة، التي أكلها أبونا آدم قد أخرجتنا من الجنة، أنه ليس أمامنا، (فالمغرب بعدا) سوى الموز لكي نعود إليه. تفاحة ترمينا في الأرض وموزة تلقينا في جنات الخلد.