بعد زوال يوم الجمعة الماضي، وهناك داخل ساحة دار الشباب بالحيّ المحمدي، الدار التي في البال أغنية وذكرى، اجتمع مجموعة من الفنانين ليقولوا بصوت مرتفع: كفى، فالتلفزة ليست ديوانا للمظالم، والإعلام ليس مكتبا للشكايات، وبرامج المنوعات ليست حائط المبكى، وشكرا للرعاية الملكية التي تبقى دائما ودوما المنفذ الوحيد والمخرج الأوحد بالنسبة للفنانين وأشباه الفنانين الذي أدار عليهم الدهر دورته?? نعم، حين تذهب الصحة، تبقى الالتفاتة الملكية النبيلة، فمن العربي الدوغمي إلى حسن الصقلي مرورا بمحمد الحياني??? من سعيد عفيفي إلى محمد مجد وحسن مضياف، مرورا بعزيز العلوي??? واللائحة ما أطولها? وسيسقط كثيرون آخرون في بلد ينتحر فيه الفنانون ببطء وسط الإهمال والتهميش?? فيا إله المجد فاسمعْ، صوت الفنانين يتفجع، يا أيها الأمل تعالى، كن متواصلا، هذا زمن يموت فيه الفنان نهارا، والفنانون نيام!? الفنانون ينتظرون?? يحتجون?? يتصوّرون بين الفقر المدقع وسَرَطان الحالة الاجتماعية التي هم فيها يتخبطون، فلا حوْل ولا قوة لهم إلا الصبر ومواجهة التحديات? فيا إله المجد، فاسمع? ْفها نحن نتذكّر كيف عاش مصطفى سلمات شهوره الأخيرة قبل الممات? هذا يبكي، وهذا ينوح، وهذا يشتكي، ولا أمل بعد الألم إلا بعد التدخّل الملكي المحمود النبيل?? أحيانا يختلط الفنانون الحقيقيون بأشباه الفنانين والمشتبه فيهم من الفنانين، ونقول: هي فوْضى... ويقولون: بطاقة الفنان أطلقنا لها العنان، وضحكنا ضحك طفليْن معا، وعدونا نحتجّ في صفحات الجرائد، في صندوق العجب، وعبر الأثير???? لا جمعية قوية، ولا نقابة مؤهّلة، ولا مؤسّسة راعية، ولا هيئة مُمَثّلة، ولاهم يفرحون??? لقد انقلبت الموازين وكلها يلغي بلْغاه? عودة إلى البدء، اجتمع بعض الفنانين حول الفنان حميد باسكيطْ الذي تأبط بادرة ومبادرة تستحق الوقفة والتشجيع?? حضر وزير الشبيبة والرياضة، وغاب وزير الثقافة، والغايبْ، حجتو معاه ...سعد الشرايبي ومهماه وأزكون وعاطر وأبناء السوسدي ومجْد، والبخاري وباري والعلوي وبدر وعدلي والسيد وآخرون??? حضر ابن الحيّ الوفي السيد فوقار، وحضرتْ الفنانة زهور السليماني (فليفلة) تضحك بالأمل و التفاؤل القريب?? فليقلْ الفضوليّون النائمون ما يشاؤون فبادرة حميد باسكيط سيحبذها أهل الفنّ الحقيقي، وسيرفضها الوصوليون الانتهازيون، بحيث سيسحب من تحت أقدامهم الزرابي الحمراء التي تقودهم إلى المكاتب دون المرور بالمكتبات، فهل بلّغت؟ أبى باسكيط إلا أنْ يخلق روحا للتضامن مع الفنانين الذي همْ فعلا في الحاجة الماسّة فنانون تشكيليون يتبرعون بلوحاتهم من أجل القضية، فكاهيّون يمنحون عروضهم بالمجان، من أجل القضية?? حفلات ولقاءات وبرامج فنية متنوعة سترى النور قريبا من أجل القضية?? فمعلوم أن الصديق حميد هو مخرج ومنتج وممثل ومدير مدرسة على حقها وطريقها?? وما الدفع به إلى خوض غمار هذه المغامرة النبيلة إلا الهم الذي يحمله بداخله وفي عمق أعماقه?? وشكرا حميد...