رسمت تسع جمعيات صورة قاتمة للمستشفى الإقليمي سيدي محمد بن عبد الله بالصويرة في رسالة موجهة إلى وزير الصحة،عامل إقليمالصويرة، المندوب الجهوي لوزارة الصحة بجهة مراكش تانسيفت الحوز،والمندوبة الإقليمية لوزارة الصحة بالصويرة. الرسالة تحدثت عن وضع كارثي ومترد بات سمة المستشفى الإقليمي سيدي محمد بن عبد الله الذي يتوافد عليه المواطنون من مختلف ربوع الإقليم الذي يتجاوز تعداد سكانه 400 ألف نسمة اغلبهم متمركز في العالم القروي. الرسالة وقفت ابتداء عند ضعف التجهيزات الطبية وتآكلها مما أصاب المستشفى بالشلل. فبات العاملون به من ذوي الضمائر الحية يرتكزون على وسائل بسيطة لتقديم العلاجات للمرضى وإنقاذ أرواح البعض منهم.هذا الإشكال مضافا إلى ضعف بنيات الاستقبال مجسدة في قلة صالات الجراحة (صالتان مقابل 13 جراحا) أدى إلى تراكم وبطء وتيرة العمليات الجراحية حيث لا يتمكن الجراح من إجراء العملية الواحدة إلا كل 21 يوما. وهو ما جعل مواعيد الجراحة تحجز على مسافة أربعة أشهر. في المقابل، تحدثت الرسالة عن تعطل السكانير ومنظار المعدة وجهاز الفحص بالأشعة بشكل دائم مع انعدام مياه تعقيم أدوات الجراحة واقتصار الأطباء على المياه العادية. الجمعيات الموقعة استرسلت في توصيف معاناة المرضى مع مسار طلب العلاجات بالمستشفى الإقليمي سيدي محمد بن عبد الله ، حيث استعرضت الرسالة مظاهر سوء المعاملة التي عبرت عنها بالاستفزازات والمضايقات التي تبدأ من مسؤولي الأمن إلى الممرضين وكذا بعض من وصفتهم الرسالة بمحتكري المستشفى الذين نصبوا أنفسهم مسؤولين عن المرفق وكأنه ضمن أملاكهم الخاصة. الجمعيات تتحدث عن حالة تدخل هذه الفئة في كل صغيرة وكبيرة وإخضاع المرضى للمساومة والسمسرة قصد التدخل لدى بعض أطباء القطاع الخاص مقابل «بقشيش أو رشوة « عن كل مريض يتم توجيهه، تضيف الرسالة. الجمعيات الموقعة تحدثت عن سوء التسيير وتفشي الفوضى وممارسات خارجة نطاق القانون. كما أفردت حيزا لمشكلة النظافة بالمستشفى الإقليمي سيدي محمد بن عبد الله بالصويرة حيث سردت صورا صادمة عن انتشار الروائح الكريهة والحشرات والقطط مما يضاعف من معاناة المرضى.كما أطلقت النار على اللوبي المعروف بابتزاز المرضى واستهداف زملائهم من أطباء وممرضين أكفاء وملتزمين. الجمعيات الموقعة على الرسالة/ الشكاية طالبت بالتدخل بشكل استعجالي قصد الحد من سطوة لوبي متحكم يمتهن السمسرة في معاناة المرضى قصد توجيههم إلى القطاع الخاص عوض تامين خدمات صحية تترجم المجهودات البرامج المعلن عنها في القطاع، كما طالبت بتوفير الحماية للمرضى والأطباء والممرضين الشرفاء على حد سواء. اتصلنا بمندوبة وزارة الصحة بإقليمالصويرة قصد اخذ رأيها في الموضوع، إلا أن هاتفها ظل يرن دون رد. كما سبق لنا أن اتصلنا بها لتبين حقيقة الظروف المحيطة بوفاة سيدة خمسينية من سميمو بقسم طب النساء في غياب ممرضة المناوبة ، فكان أن أنكرت المسؤولة عن القطاع علمها بالحالة مطالبة في الآن ذاته مراسل الجريدة بالحضور إلى مكتبها. وهو سلوك لا ييسر على وسائل الإعلام الوصول إلى المعلومة الذي بات حقا دستوريا، كما لا يتيح للرأي العام بإقليمالصويرة الاطلاع على المعطيات الحقيقية ذات الصلة بالواقع المقلق للمستشفى الإقليمي سيدي محمد بن عبد الله ، وكذا ما يروج من معطيات صادمة عن ظروف استشفاء ووفاة المرضى.