بدعوة من الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، احتشد العشرات من المواطنين والمواطنات من مختلف الفئات العمرية والاجتماعية أمام مستشفى سيدي محمد بن عبد الله بالصويرة في إطار وقفة احتجاجية تدخل ضمن برنامج نضالي احتفاء باليوم العالمي للصحة، واحتجاجا على الأوضاع المزرية التي يعيشها قطاع الصحة العمومية بمدينة الرياح على جميع المستويات. وقد دعا المشاركون في ختام هذه الوقفة الاحتجاجية التي نددت بغياب سياسة صحية ناجعة وشاملة من طرف الدولة ووزاراتها المتعاقبة على القطاع، وهزالة الميزانية المخصصة لقطاع الصحة العمومية (5.5 في المائة) وحرمان المواطنات والمواطنين من الحق في الصحة، مع تسجيل الخصاص الهائل في الأطباء والممرضين وفي التجهيزات الطبية الضرورية مع ارتفاع فاتورة العلاج في إقليمالصويرة المصنفة ضمن المراتب الأولى في خريطة الفقر مما عرض العاجزين عن الدفع المسبق للموت في ردهات المستشفى وأمام أبوابه، زيادة على تفشي ظاهرة الارتشاء والابتزاز التي يمارسها بعض الأطباء الذين اغتنوا على حساب صحة المواطنات والمواطنين بإقليمالصويرة عبر تحويل الأقسام الطبية إلى عيادات خاصة، دعا المشاركون إلى سن سياسة صحية متكاملة وناجعة ، توفير الخدمات الصحية لعموم المواطنين بالمجان، تزويد المستشفى الإقليمي للصويرة بالمعدات والأطقم الطبية الكافية، تحسين الأوضاع المادية والمعنوية للعاملين والعاملات بقطاع الصحة، الرفع من الميزانية المخصصة للصحة العمومية إلى 10 في المائة تبعا للمعاير الدولية، مع فتح تحقيق نزيه وشفاف في الأقسام الطبية المستغلة كعيادات خاصة من طرف بعض الأطباء. الوقفة الاحتجاجية تأتي ترجمة لمشاعر السخط العميقة التي ترسخت لدى كل المواطنين بمدينة الصويرة اثر التردي الكبير الذي تعرفه الخدمات الصحية بالإقليم على وجه العموم، في مقابل سلبية كبيرة من لدن المسؤولين على القطاع. في المقابل يجب الإقرار بالمجهودات التي يقوم بها مجموعة من الأطباء والممرضين الشرفاء الذين لا يذخرون جهدا لأجل التخفيف من آلام ومعاناة المرضى الذين يتوافد جلهم من العالم القروي يجترون وضعا ماديا خانقا ومشاكل صحية متفاقمة جراء الخصاص الكبير الذي يعرفه العالم القروي على مستوى قرب المراكز الصحية من الساكنة، وعلى مستوى الموارد البشرية ووسائل العمل والأدوية. ويعتبر مستشفى سيدي محمد بن عبد الله واجهة سيئة لقطاع الصحة العمومية بمدينة الصويرة اعتبارا للحالة المزرية التي توجد عليها بناياته المتضررة، وتجهيزاته الصدئة المتقادمة الكثيرة العطب، ومرافقه الصحية النتنة، وتفشي الرشوة ومظاهر ابتزاز المرضى، زيادة على البرود القاتل الذي يعامل به المرضى في مجموعة من الأقسام . والى حدود كتابة هذه السطور لازال مشروع إعادة تهيئة وتجهيز المستشفى الإقليمي حبرا على ورق، كما ترتفع مجموعة من الأصوات مطالبة بتخصيص مبلغ الاعتماد الضخم المخصص للمشروع ( ثمانية ملايير) لإعادة وتجهيز مستشفى جديد بمواصفات جيدة تستجيب للاحتياجات اليومية للإقليم وتتلاءم مع سمعة المدينة التي تحولت إلى واجهة سياحية عالمية بامتياز . " تعرضت لازمة قلبية قبل أسابيع اضطرتني للخضوع لفحوصات طبية ألزمتني المبيت بمستشفى سيدي محمد بن عبد الله في انتظار زيارة الطبيبة المختصة، فكانت تلك الليلة ساعات تعذيب طويلة ابتليت بها حواسي باسوا روائح النتانة، فيما نكبت بجسمي الضعيف الحشرات الطائرة" صرحت للجريدة إحدى المواطنات اللواتي ذقن من علقم تردي الخدمات الصحية بمستشفى سيدي محمد بن عبد الله . هكذا تنضاف رداءة الخدمات الصحية إلى حالة التخلف التي تضرب الخدمات الأساسية والبنيات التحتية لمدينة الصويرة ذات الواجهة البحرية الجميلة، وكفى!!