حركة دائبة وأجواء دافئة استثنائية عرفها المستشفى الإقليمي سيدي محمد بن عبد الله بالصويرة الذي قطع مع إيقاعه الرتيب وهو يستقبل جمعية أمراض القلب موناكو المغرب يومي 27 و 28 شتنبر 2010 في ثاني تدخل طبي وإنساني لها بإقليم الصويرة استفاد منه ستة مرضى معوزين في حاجة إلى تدخل جراحي يعيد إلى نبض قلوبهم إيقاع الحياة بآمالها وألوانها وافقها المفتوح على أحلام كانت معلقة إلى حين. بتنسيق مع مندوبية وزارة الصحة بالصويرة وإدارة المستشفى وقسم أمراض القلب حلت جمعية موناكو المغرب لأمراض القلب بموغادور تصريفا لبرنامج عمل يتجاوب مع الاحتياجات التي تم لمسها في آخر تدخل بمستشفى سيدي محمد بن عبد الله السنة الفائتة حيث تم الوقوف على خصاص مهم على مستوى المعدات الطبية بقسم أمراض القلب إلى جانب تواجد مجموعة من الحالات الطبية ذات الخصوصية الاجتماعية والتي تستدعي تعاملا والتزاما إنسانيا خاصين. في هذا الإطار،قام الفريق الطبي برئاسة البروفيسور نديم سعودي والدكتورة نعيمة زرقان من موناكو والدكتورة أسماء بنعليل رئيسة قسم أمراض القلب بمستشفى سيدي محمد بن عبد الله إلى جانب طاقم تمريض مساعد بزرع ثلاث أجهزة لفائدة ثلاث مرضى يعانون من تباطؤ نبضات القلب وهو الأمر الذي بات يمنعهم من ممارسة أنشطتهم اليومية بشكل عادي،كما قام الفريق الطبي كذلك بتدخل جراحي لفائدة ثلاث مرضى معوزين آخرين باستعمال تقنية طبية تعيد إلى القلب إيقاع اشتغاله العادي بدون الحاجة إلى زرع جهاز ناظم أو محفز. وحسب الدكتور خالد الزنجاري، فهده العملية الإنسانية والطبية تدخل في إطار تفعيل مكون مهم داخل المخطط الاستراتيجي لوزارة الصحة التي تراهن على الشراكة والانفتاح على المجتمع المدني ،وفي إطار تضافر الجهود وتكافلها من اجل تامين خدمات صحية ذات جودة وفي شروط إنسانية ومهنية لفائدة جميع الفئات الاجتماعية. وأضاف مندوب وزارة الصحة أن التعاون مع جمعية موناكو المغرب لأمراض القلب يعتبر ناجحا اعتبارا للنتائج الجيدة التي حققها منذ السنة الفائتة حيث حققت العمليات الجراحية الخمس التي أجريت السنة الماضية نجاحا كاملا بدليل الصحة الجيدة للمستفيدين ،كما استفاد خلال السنة الحالية ثلاث مرضى من عمليات مجانية لزرع أجهزة ناظمة لنبض القلب تكلف الواحدة عادة سبعين ألف درهم ، زيادة على دعم قسم أمراض القلب بمستشفى سيدي محمد بن عبد الله بجهاز طبي تبلغ قيمته 500 ألف درهم. أما الدكتورة أسماء بنعليل رئيسة قسم أمراض القلب بمستشفى سيدي محمد بن عبد الله والطبيبة الوحيدة بإقليم الصويرة الذي يتجاوز تعدادا سكانه 450 ألف نسمة في قسم يفتقر إلى الكثير على مستوى التجهيزات والموارد البشرية،فتعتبر الكفاءة أهم ربح في هذه الشراكة مع جمعية أمراض القلب موناكو المغرب، اعتبارا للكفاءة الكبيرة التي يتوفر عليها الفريق الطبي الذي يرأسه البروفيسور نديم سعودي، واعتبارا كذلك لقلة هذا التخصص بالمغرب rythmologie) ). كما تعتبر الدكتورة أسماء بنعلي أن التدخلات الجراحية كانت ناجحة اعتبارا للحالة الصحية الجيدة للمستفيدين الذين تقوم بالإشراف على انتقائهم وإعدادهم تبعا لحالتهم الصحية والاجتماعية بتنسيق ثلاثي مع إدارة المستشفى ومندوبية وزارة الصحة من جهة، وجمعية أمراض القلب موناكو المغرب من جهة أخرى. الدكتورة نعيمة زرقان القادمة من موناكو رفقة الفريق الطبي من مواليد مدينة ميدلت سنة 1975، تعيش وتعمل بموناكو، لكنها تحافظ دائما على ارتباط قوي بالقضايا الاجتماعية لبلدها الأصلي الذي يحتاج إلى دعم جوانب الخصاص المتراكم في القطاعات الاجتماعية في انتظار تدارك الوقت الضائع، قامت إلى جانب البروفيسور نديم سعودي وزملاء آخرين بموناكو بتأسيس جمعيتهم التي بدأت تدخلها بالمغرب منذ سنة 2003 حيث نظمت عمليات طبية وإنسانية بكل من الرباطفاس ووجدة. ويرى الدكتور نديم سعودي أن تخصص أمراض القلب في تطور مستمر بالمغرب كما أن هنالك قسم جد متطور بالمستشفى العسكري بالرباط، لكن يبقى هذا النموذج في حاجة إلى التعميم على جميع مستشفيات المغرب كما هو الحال بالنسبة لقسم أمراض القلب بالصويرة الذي يحتاج إلى مجهود على مستوى التجهيزات الطبية . كما انتقلت جمعية موناكو المغرب لأمراض القلب التي تعتزم تنظيم ثلاث عمليات طبية وإنسانية في السنة بمختلف مدن المغرب بما فيها الصويرة ، إلى مستوى تعزيز قدرات الأطقم الطبية الشابة بمختلف المستشفيات المغربية من خلال استضافة أطباء شباب بموناكو في إطار دورات تدريبية وتكوينية.