قال جمال الدين الناجي، المدير العام للاتصال السمعي البصري بالهيئة العليا للاتصال السمعي البصري إن موضوع «الإذاعات الجمعياتية» يوجد منذ مدة في صلب حوار وطني بين مختلف الأطراف المغربية المعنية بهذا الموضوع سواء على مستوى منظمات المجتمع المدني أو الجهات الرسمية في اتجاه التوصل إلى توافق حول مقاربة ناجعة يمكن الأخذ بها. وأضاف الناجي في مداخلة أمام أشغال الدورة الثالثة للمنتدى العالمي حول «الإعلام البديل»، التي انطلقت الأحد بالعاصمة التونسية بمشاركة ممثلي وسائل الإعلام الحرة والبديلة من مختلف أنحاء العالم، أن النقاش حول موضوع الإعلام البديل ومن بينها «الإذاعات الجمعياتية»، انطلق في المغرب لأول مرة سنة 1996 على مستوى الباحثين ومنظمات المجتمع المدني ليتبلور بصورة أكثر وضوحا سنة 2007 مع انعقاد المؤتمر العربي الإفريقي حول الاعلام، الذي احتضنته عاصمة المملكة بتعاون مع منظمة اليونسكو، التي تولي أهمية خاصة لهذا الموضع. وأضاف أن الحوار بعد ذلك تطورا كثيرا بين المهتمين من مختلف الأطراف الاجتماعية خاصة على مستوى بوابة «جسور» ومنتدى «بدائل المغرب» ليتبلور في إعداد مشروع قانون تم تقديمه بشكل رسمي إلى الجهات المختصة وفي مقدمتها وزارة الاتصال والبرلمان والهيئة العليا للاتصال السمعي البصري. وقال الناجي إن المسار الذي نهجه المغرب بالنسبة لموضوع «الاذاعات الجمعياتية» جاء متوافقا مع التوجه الذي اختارته منظمة اليونسكو، التي ركزت خلال العشرية الأخيرة بالنسبة للإعلام البديل على أهمية الشروع في إعداد البنية التشريعية، والتي يجب أن تأخذ في الاعتبار جميع الاعتبارات المرتبطة بهذا المجال وخاصة ما يتعلق بالتمويل والدعم والأخلاقيات والتكوين، الذي قال إنه يجب أن يكون ذو طابع خاص دون أن يرقى إلى المستوى المهني الصرف، كما هو الشأن بالنسبة للإعلام الاحترافي. كما أشار في هذا السياق إلى المرتكزات التي يجب أن يقوم عليها هذا النوع من الإذاعات، وفق ما تدعو له المنظمة العالمية «للإذاعات المجتمعياتية»، والمتمثلة في مبدأ القرب والعمل على تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية واللغوية. وكانت قد اطلقت الأحد بالعاصمة التونسية أشغال الدورة الثالثة للمنتدى العالمي حول «الإعلام البديل»، التي تقام ضمن فعاليات المنتدى الاجتماعي العالمي، الذي تحتضنه تونس من 26 إلى 30 مارس الجاري. ويمثل المغرب في هذا اللقاء،الذي يعقد تحت شعار «الإعلام البديل رافعة للديمقراطية والمواطنة» ويشارك فيه عدد كبير من ممثلي وسائل الإعلام الحرة والبديلة من مختلف أنحاء العالم، العديد من النشطاء والفاعلين في منظمات المجتمع المدني، بالإضافة إلى وفد عن الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري برئاسة جمال الدين ناجي، المدير العام للاتصال السمعي البصري . وقد تولت بوابة المجتمع المدني المغربية «مغرب مشرق» المعروفة باسم «جسور» عملية التنسيق على المستوى المغاربي والعربية لتنظيم المشاركة العربية في هذا المنتدى من خلال وفد يضم أكثر من 50 ناشطا جمعويا من عدة دول عربية، إلى جانب المئات من المهتمين والممارسين في مجال الإعلام البديل قدموا من مختلف أنحاء العالم. وقال الناشط المغربي، محمد الغطاس منسق البوابة وعضو اللجنة التحضيرية للمنتدى أن فكرة انعقاد منتدى الاعلام البديل بشكل منتظم انطلقت من ندوة احتضنتها العاصمة السنغالية دكار سنة 2010 بمشاركة عدد كبير من الفاعلين في الحقل الإعلامي من مختلف أنحاء العالم، حيث تم الاتفاق على أن تكون دورات المنتدى مواكبة لانعقاد المنتدى الاجتماعي العالمي . وأوضح الغطاس أن المنطقة العربية من مغربها إلى مشرقها تشترك في كونها تعاني من «فراغ تشريعي وعدم الإقرار بقانونية مثل هذا النوع من الاذاعات التي تتواجد في 120 بلدا عبر العالم». وقال أن الدورة الحالية تتناول أيضا موضوع الحق في الولوج إلى المعلومة، مشيرا في هذا الصدد إلى أن بعض البلدان في المنطقة ومن بينها المغرب (الفصل 26 من الدستور) أقرت بهذا الحق، لكن النصوص القانونية المنظمة لممارسة هذا الحق تتباطأ في الخروج إلى حيز الوجود. وأشار إلى أن المحور الثالث للمنتدى، الذي يستمر ثلاثة أيام يتناول مسألة امتلاك تكنولوجيا الإعلام والاتصال، التي قال إنها ما زالت تتحكم فيها الشركات الكبرى في العالم خاصة الأمريكية، كما هو الأمر بالنسبة لشبكة الانترنت. واعتبر الناشط الحقوقي المغربي أن الإعلام البديل «يمثل مستوى آخر من الحق في الأعلام حيث أنه يمكن من التفاعل بين الفاعلين الجمعويين والمتلقي»، مشيرا إلى أن الهدف الأساسي يظل هو «المساهمة في تربية المواطن على قيم المواطنة والديمقراطية وحقوق الإنسان وحماية البيئة وتكريس مبادئ الحرية والعدالة الاجتماعية»، مشيرا إلى أن هذا الملتقى يمثل أيضا فرصة لمناقشة الارتقاء بوسائل الإعلام الحرة والبديلة وتعزيز دورها «كدعامة للديمقراطية والمواطنة». يذكر أن المنتدى العالمي الثالث للإعلام البديل، الذي ينعقد ضمن فعاليات المنتدى الاجتماعي العالمي، الذي تحتضنه تونس من 26 إلى 30 مارس الجاري، تحت شعار «الإعلام البديل رافعة للديمقراطية والمواطنة»، يناقش على مدار ثلاثة أيام جملة من المحاور من بينها «الإذاعات الجمعياتية» و«الحق في الولوج إلى المعلومات» ومسألة «امتلاك تكنولوجيا الإعلام والاتصال».