عندما عرض الباحث الأمريكي أنظوني إرفين صورة لأمازيغ مغاربة يطلعون على مجلة علمية متخصصة في دراسة النيازك، كان يتوقع أن تقاطعه ضحكات الحاضرين في المؤتمر العلمي السنوي حول الأقمار والكواكب بولاية تكساس الأمريكية، غير أن تلك الضحكات ستتبدد وتستحيل اندهاشا بعد أن يخبرهم إرفين بأن المغاربة الذين يعيشون في المناطق التي تعرف سقوط أعداد كبيرة من النيازك أصبحوا «مواطنين علماء» بفضل إدراكهم للقيمة العلمية لتلك الأحجار. تقول الباحثة الأمريكية إيميلي لاكداوالا، في مقال على موقع (planetary.org): «لقد ضحك الجميع (بمن فيهم أنا)، لأن الصورة كانت مفاجئة لنا. لكن لم تكن السخرية مقصده [تقصد أنطوني إرفين]، لقد قال إن العديد من المغاربة الذين يعيشون في الصحراء التي تحتفظ بالأحجار النيزكية يتعلمون الكثير عن هذا النوع من الأحجار، ليس فقط على مستوى قيمتها المالية، بل أيضا على مستوى قيمتها العلمية، ويهتمون بالعمليات العلمية التي تستهدف العثور على الأحجار النيزكية وتحديد طبيعتها، بل ويشاركون في تلك العمليات. إنهم مواطنون علماء.» وتبقى الإشارة إلى أن الجنوب المغربي يعرف باستمرار سقوط أحجار نيزكية، لعل أشهرها نيزك «تالسينت» الذي كشف للعلماء وجود آثار لكائنات مجهرية على سطح المريخ، ونيزك «شمال غرب إفريقيا 7034»، المعروف علميا برمز (NWA7034)، والملقب ب «الجمال الأسود»، والذي كشف العلماء على احتوائه على كمية من المياه تعادل عشر مرات ضعف الكمية المكتشفة في مجموع النيازك التي سبق أن سقطت من المريخ على سطح الأرض، والبالغ عددها 100 نيزك.