منذ حوالي شهرين كانت جريدة «الاتحاد الاشتراكي» سباقة الى كشف فضيحة اقتصادية عمرت لأكثر من نصف قرن من الزمان، وما زالت ألغازها تتناسل ، ويتعلق الأمر بترامي آل الصفريوي على مقلع الغاسول الكائن بجماعة القصابي بميسور، ونزعه من أصحابه واستحواذهم على خيراته بعد أن كان الصفريوي الأب مجرد مكتر للمقلع يستغله مقابل مبلغ مادي، يؤدى نصفه للمالكين الأصليين أولاد آيت مولاي علي، والنصف الآخر للمجلس القروي للجماعة التي يوجد في دائرة ترابها مقلع الغاسول . كيف تحول المقلع الى محمية يتوارثها آل الصفريوي الذين أصبحوا بفضل خيرات هذا المقلع، ليس من أغنى أغنياء المغرب فحسب ، ولكنهم صاروا من أغنى أغنياء العالم ؟ كيف حرم المالكون الأصليون من حقهم وملكيتهم في المقلع ؟ كيف تم إبعادهم من عقدة الكراء؟ وكيف سكتت الدولة عن استغلال مقلع يدر مئات الملايين يوميا، مقابل مبلغ سنوي لا يساوي حتى قيمة ما ينتجه في أسبوع ؟ لماذا لم يبادر المجلس القروي طيلة تعاقب المسؤولين عليه الى إثارة مشكل مقلع الغاسول وطريقة استغلاله وحرمان أصحابه والجماعة من خيراته؟ لماذا تصر وسائل الإعلام التي تناولت الموضوع ، بعد جريدة «الاتحاد الاشتراكي»، على تجاهل أصحاب المقلع الأصليين أولاد آيت مولاي علي وتتعمد قصر النزاع، على إجراءات إدارية بين آل الصفريوي ووزارة التجهيز؟ والغريب بل الأغرب هو ما صرح به سعد الصفريوي حسب ما تداولته بعض المواقع الإخبارية ليوم الخميس 21 مارس الجاري من أنه لم تعد تربطه والمقلع أية علاقة، منذ سنتين . وإذا صح ما صرح به سعد الصفريوي الذي كان يدير المقلع منذ سنوات ، فمن كان يديره في هاتين السنتين الأخيرتين، التي لم تعد تربطه فيها والمقلع أية رابطة؟ ومن فوته لهذا المجهول ؟ اليوم سكان جماعة القصابي، وضمنهم أولاد آيت مولاي علي، وهم ينتظرون اللجنة البرلمانية التي شكلتها لجنة الطاقة والبنيات التحتية للقيام بزيارة استطلاعية الى مقلع الغاسول ، يتساءلون : لماذا لم تشكل لجنة لتقصي الحقائق، عوض لجنة ذات طبيعة استطلاعية ؟ هل ستكون هذه الزيارة ذات مغزى يرجع بها الحق لأصحابه، وتعوض بها الجماعة عن سنوات من التهميش ، الذي زج بالغالبية من أبنائها في غياهب الضياع والإفلاس ، أم أن» العفاريت والتماسيح « ستفعل فعلها لتزكية واقع الاستغلال والتفقير الذي مارسته عائلة الصفريوي على البلدة منذ عقود؟