أصدرت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بأكادير، زوال الثلاثاء الاخير، حكمها في حق الجزائري الذي اعتدى جنسيا على قاصر مغربي في تظاهرة رياضية نظمتها جامعة الشراع، وذلك بإدانته بسنة حبسا نافذا وأربعبن ألف درهم كغرامة. جلسة الحكم هاته التي انطلقت باستجواب المتهم الذي تضاربت أقواله خلال الاستماع له، حيث أنكر ما جاء بين اعترافاته لدى الضابطة القضائية، معللا ذلك بالضغط عليه من طرف هذه الاخيرة، لكن هيئة المحكمة واجهته بكون نفس الاعتراف الذي أدلى به لدى الشرطة هو نفسه الذي ضمن لدى الاستماع إليه من طرف النيابة العامة وقاضي التحقيق بحضور دفاعه، مما يفند ادعاءه. وبعدما استمعت المحكمة الى دفاع المتهم والضحية وكذلك الى والد القاصر المغربي، انسحبت الهيئة للمداولة التي دامت ثلاث ساعات ونصف قبل النطق بالحكم المذكور. وفي اتصال هاتفي بوالد الضحية، عبر هذا الاخير لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» عن ارتياحه لقرار المحكمة الذي بإدانته للمتهم أعاد الاعتبار لابنه وعائلته التي تضررت من جراء هذا الحادث الذي غير نمط حياتهم. كما عبر عن امتنانه لكل من وقف الى جانبه في هذه المحنة العصيبة من إعلام وطني ومؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية وجمعية «ما تقيش ولدي» وكذا الى جميع الاصدقاء الذين ساندوه. كما عبر عن نيته في مقاضاة جامعة الشراع لكونها لم تلتزم بوعدها في إصدار بلاغ تعتذر فيه رسميا لابنه وعائلته، مما يوضح أن مسلسل هاته القضية لا يبدو أن نهايته أوشكت بل مازالت هناك تطورات أخرى. دفاع الجزائري اسلام خوالد صرح أنه سيسلك مسطرة استئناف الحكم، آملا الحصول على حكم بالبراءة أو تخفيف مدة الحبس وهو الشيء الذي يبقى مجرد أمان بالنظر الى ثبوت التهمة على الظنين الذي اعترف في جل أطوار التحقيق بفعلته. وحسب جل المتتبعين لهذا الملف، فإن المحكمة كانت رؤوفة في إصدار حكمها بالشاب الجزائري، حيث متعته بأقصى ظروف التخفيف مع العلم أن النيابة العامة التمست ثلاث سنوات حبسا نافذا على أقل تقدير، نظرا لجسامة الجناية المقترفة.