أنا وأنتَ ضدانِ حميمانِ لا أكونُ بغيركَ ولستَ خارجي سوى ظلِّ موتٍ أو تكاد... +++ أنا وأنت وحيدان طائران غريبان نَعْشَقُ نَفْسَ الأَزْهارِ نُردّدُ نَفسَ الأهازيجِ فلماذا أحرسُ وحدي هذا الليلَ المُبَلَّلَ بدمعِ النهار؟... +++ هُمْ يَعرفونَ أني أكتبُ لأراكَ وأكتبُ كَيْ أبتكِرَ سبباً للتذكُّرِ وأوزعَ تقاسيمَ حضورِكَ على خارطة التَّوَقُّعِ أكتبُ لأُبْقيَكَ في الحلمِ وكي لا أجلسَ وحدي في القصيدةِ مثل جزيرة النسيان... +++ أنا وأنتَ ليس لنا ماضٍ نُمَجِّدُهُ وهذا الحاضرُ العنيدُ ليس له بابٌ لنَدْخُلَهُ ضَعْ سرابَك إذنْ في مَرايا الحقيقةِ وخُذْ بقايا صُوَر من ذاكرة النسيان خُذْ موتَكَ البطيءَ من سقف الروحِ وارحلْ أنا هنا باقيةٌ أمام عَتْمَتَيْنِ: الليلُ وأنتَ... ! لا حُلْمَ لي أُغَنِّي نشيدَ الوجع وأرقصُ على صهيل الجرح... خذْ ليلَكَ المجعَّدَ بالبكاء وارحلْ لم أتركْ لغةً دون أن أحبكَ بها ولا أرضاً دون أن أسقِيَها بغيم القصيد... +++ هذا دمُ الليلِ الذي سقطَ من شظايا الذاكرة تهاوى على دَرْجِ الخيالِ وبكى شاهداً وشهيدا وتلك يدٌ تَحْفَظُ مَوْعِدَها مع الرحيل هنا نارٌ تتسعُ في ذاكرةِ الرَّماد وهناكَ بحرٌ يعبّدُ أزقتهُ لأنينِ الفَقْدِ هل يسقطُ ما كتبناه معاً في خرابِ العُمر؟ +++ هل قلتُ: ارحلْ ؟ إِذَنْ أنا لستُ أنا وجسدي المصقولُ بالكبرياء تعلَّمَ كيف يَطوي صراخَه تحت الوسادة وينامَ مِلْءَ الحُلْمِ جسدي المكتظُّ بالكناياتِ يَطيرُ الآنَ حرا خفيفا مثل وِشاحِ الريح يتكلم لغة الورد جسدي يقفُ في مهبِّ القلقِ يُزيحُ موتاً مُترسِّباً في الأصابعِ ويَشْدُو كما لو وُلِدَ من جديد... +++ كان علَيَّ أن أعرفَ الفارقَ بين جُذورِ القصيدِ وأغصان الروح كي أدركَ جذوةَ المعنى ويكونَ لي العشبُ مفتاحَ الطريق... كان علَيَّ أن أعاندَ الريحَ وأَبْسطَ كفّي للمحال كي أُديرَ قُزَحِياتِ الفرحِ نحو دمي وأحرِّضَ القوافي لِابتكارِ بحرٍ جديد...