لا تنتظر مني، سيدي الشيخ، أن أستفتيك في تلك الخضر والأدوات الحديدية والبلاستيكية المعلومة، أو في غيرها من الأشياء التي جعلت لها وظائف غير وظائفها و»سموت» بها إلى مستوى العلاقة الحميمية التي أصبحت لها بالجنس البشري. ولن أستفتيك في أمر ريع رخص النقل وغيرها، خصوصا وأن فتواك في الأمر لن تخرج عن تبرير استفادتك من تلك المأذونية المعلومة طنجة / خنيفرة. ما أريد أن «أستفتيك» فيه هو حكم الفسق والفسوق في الإسلام. وما دفعني إلى «طلب» هذه «الفتوى»، هو قولك، في الحلقة الثامنة (19 مارس 2013) من الحوار الذي أجرته معك جريدة «المساء»، في إطار «كرسي الاعتراف»: إن جل زعماء الاتحاد الاشتراكي لم تكن بينهم وبين الإسلام صلة، وكانت تشيع عنهم أخبار الفسق» (كذا). فهل هذا حكم «شرعي» أم موقف سياسي؟ أليس هذا كلاما غليظا وخطيرا، لا يخرج عن ثنائية الكفر والإيمان التي يسجن كل سلفي نفسه فيها؟ وإذا لم تكن لزعماء الاتحاد الاشتراكي صلة بالإسلام، فهل يبقى لعبارة «كانت تشيع عنهم أخبار الفسق» من معنى؟ وحتى لو سلمنا ب»فسق» هؤلاء الزعماء، فهل يحق لك أن تخرجهم من الإسلام؟ فالفسق، كما هو معلوم، هو معصية (أو معاصي) وليس كفرا، في حين أن في كلامك ما يفيد خروجهم من الملة. فهل تقدر خطورة أقوالك، ليس فقط تجاه المعنيين، بل وأيضا تجاه الخالق الذي هو الوحيد الذي «يعلم السر وأخفى»؟ ومن أعطاك الحق في تكفير أو تفسيق من لا يرضيك اختياره السياسي أو تعاني من عقدة نفسية تجاهه؟؟؟ لن أسألك عن موقفك من العلماء الأجلاء الذين كانوا في قيادة الاتحاد الاشتراكي، ما دمت قد أخذت الاحتياط باستعمال كلمة «جل» التي تفيد عدم التعميم، وإن كانت، في الواقع، تقترب منه. لكني لا أرى في إصرارك على إخراج عمك «عبد العزيز بن الصديق» المعروف، ليس بعلمه فقط، بل وأيضا بمواقفه النضالية وبثباته على المبدأ، من صفوف الاتحاد الاشتراكي، بعد وفاته، سوى معنى واحد: هو أن تنزل به إلى مستواك وتجعله شبيها لك، وهو من ذلك براء، في التقلب في المواقف، حتى تجد لنفسك مبررا لما أنت عليه من سلوك. فحتى قرار التحاقه بحزب الاتحاد الاشتراكي، لا تريده أن يكون عن اقتناع وعن وعي، بل تريد أن تدخله في إطار رد الفعل وفي إطار الخصومة الشخصية مع حكم الحسن الثاني. في المقابل، جعلت من الأستاذ عبد الله إبراهيم شيخا، بالمفهوم الديني، لا لشيء إلا لكونه كان مهتما بأخبار عائلتك، كما زعمت، وبذلك استحق منك وصفه ب»زعيم مؤمن وصالح» (مما يعني أن الآخرين ليسوا لا بمؤمنين، ولا بصلحاء)، رغم أننا لم نسمع، قبل هذا اليوم، عن «مشيخة» هذا الرجل السياسي الكبير. وبهذا، تضيف لنا مقياسا جديدا للصلاح ولاستحقاق مرتبة الشيخ، ويتمثل في التقرب من عائلتك (التي نكن لها ولعلمائها كل الاحترام والتقدير). لكن، دعني أسألك، باعتبارك رجل دين وسياسة في نفس الوقت: من يسيء إلى الدين أكثر؟ هل الذي يستغله لمصلحته الشخصية أو الحزبية، أم الذي يتعفف عن إقحامه في أمور السياسة التي لها قواعدها وقوانينها الخاصة؟ ثم من هم الأنفع للأمة؟ الذين يستغلون الدين لكسب أصوات الناخبين؟ أم الذين يفكرون في مشاريع إنمائية تفيد البلاد والعباد؟ إننا نعتقد أن مثل هذه الأمور هي التي تستحق أن تكون موضوع الفتوى، وإن كنا نرى أن ذلك يحتاج إلى علماء حقيقيين وليس إلى متعالمين أو مسترزقين باسم الدين، كما هو حالنا اليوم. فالمغرب في حاجة ماسة، اليوم، إلى علماء من طينة «ابن خلدون» و «ابن رشد»، وغيرهما، وليس إلى أمثال «الريسوني» و»أبو زيد» و»الزمزمي»، وهلم جرا. بتهم ملفقة كعرقلة العمل. وأضاف أن هذه الحملة الوطنية ستستمر طيلة شهر كامل لانتزاع الحق النقابي. حيث ستكون الحملة من طرف جميع الاتحادات والجماعات والقطاعات المهنية. وأوضح مخاريق أن اتفاق 26 أبريل 2011 كان من بين الاتفاقات التي استجابت لها الحكومة أنذاك فيه. هو التزامها بتجميد وعدم إعمال الفصل 288 من القانون الجنائي في انتظار إلغائه. لكن نلاحظ يوميا استعمال هذا الفصل، الذي لا يوجد في أي بلد في العالم إلا في بلادنا.