أكثر من مليون مغربي مصاب بأمراض الكلي تقريبا، في ظل غياب إحصائيات رسمية حول عدد المرضى أغلبهم يجهلون مرضهم! رقم مرشح للارتفاع بالنظر إلى غياب مراقبة طبية صحيحة ومستمرة من طرف الأشخاص لأمراض الضغط الدموي وداء السكري، وفي ظل وجود عادات تساعد على فشل الكلي وعجزها عن القيام بأدوارها، عادات غذائية لاتعتمد على اتباع أية حمية وقائية، ويزيد من تفاقم حدتها العزوف عن شرب المياه، وأخرى مرتبطة بالاستعمال المفرط للأدوية بعيدا عن أي متابعة طبية أو وصفات دوائية، فضلا عن الاعتماد العشوائي للأعشاب كعنصر دوائي! أطفال صغار، يافعون، مراهقون وراشدون، يجدون أنفسهم عرضة للعيش ما قدر لهم من العمر، إلى جانب آلات تصفية الكلي، متصلين بها من خلال إبر وخيوط، تجعل حياتهم حبلى بالتفاصيل المؤلمة، جسديا، نفسيا وماديا، في ظل العجز عن زرع كلية هي ليست في متناول الجميع. تتعدد أسباب تعرضها للإصابة الكلي مصفاة تحتاج إلى أكثر من عناية الكلي مصفاة تحتاج إلى أكثر من عناية وظائف الكلي * إخراج البول: حيث تبدأ عملية الإخراج بالتصفية، وذلك بمرور الدم خلال الكبيبات التي تسمح بمرور السوائل والأملاح من خلالها إلى أنابيب التصفية، التي تمتص الأملاح والسوائل بمعدلات متوازنة بحسب حاجة الجسم، وتفرز السوائل والأملاح التي لا يحتاجها الجسم عن طريق البول الذي يتكون من هذه السوائل والأملاح وإفرازات أخرى. * التحكم في ضغط الدم : تعد الكلي من أهم نقاط التحكم في ضغط الدم ، فعند انخفاض ضغط الدم لسبب أو لآخر، تفرز الكلي هرمون الرينين H Rennin الذي ينشط مجموعة من التفاعلات الكيميائية، ويؤدي في النهاية إلى انقباض الشرايين الطرفية، وزيادة ضخ الدم من القلب ، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وبالعكس فعندما يرتفع ضغط الدم عن المعدل الطبيعي، تفرز الكلي بعض المواد، التي تؤدي إلى انبساط الشرايين الطرفية ومن ثم اتساعها ، حتى تستوعب كمية أكبر من الدم فتؤدي إلى انخفاض الضغط * تنظيم معدل إنتاج كرات الدم الحمراء: نظراً لاحتياج الكلي إلى كميات كبيرة من الأوكسجين لتأدية وظائفها ، حيث خلاياها تعتبر من أكثر خلايا الجسم حساسية لنقص الإمداد بالدم ( الأوكسجين ، التغذية )، تقوم الشعيرات الدموية الكلوية بفرز هرمون الاريثروبيوتين Erythropiotein ، الذي يقوم بتنشيط خلايا نخاع العظام Marrow Bone ، فيساعد على سرعة تكاثرها ونضجها منتجة عدداً أكثر من كرات الدم الحمراء R.B.Cs ، وبإفراز هرمون الاريثروبيوتين وما يتبعه من زيادة عدد كرات الدم الحمراء ( الناقل الرئيسي للأكسجين من الرئتين إلى مختلف أنسجة الجسم )، تضمن الكلي الحصول على كميات مناسبة من هذا الأكسجين، وتستمر الكلي في إفراز هذا الهرمون حتى تستوفي احتياجها تماماً، ويأتي ذلك بالوصول إلى المعدل الطبيعي لعدد كرات الدم الحمراء ونسبة الخضاب في الدم . * تنشيط فيتامين د : وهو الفيتامين المسؤول عن تنظيم امتصاص الكالسيوم من الأمعاء وترسيبه في العظام، وإخراج الزائد منه عن طريق الكلي وغيرها، والمصدر الرئيس لفيتامين (د) هو الإنتاج الذاتي من الدهون تحت الجلد بتأثير أشعة الشمس المباشرة، بالإضافة إلى المصادر الغذائية كالدهون الحيوانية، وأشهرها زيت كبد السمك. * ضبط الأس الهيدروجيني PH الدم: حيث تقوم الكلي بإفراز الأيونات الحمضية الزائدة مثل الهيدروجين واستحداث الكربونات القلوية Na Hco3 وإضافتها إلى الدم . خطورة أمراض الكلي تكمن خطورة أمراض الكلي أو الجهاز البولي في تأخر اكتشاف وتشخيص قصورها الوظيفي، وللأسف حتى مع شكوى الشخص في بعض الحالات، ولذلك يجب دائماً أن تكون حاضرة في الذهن. وغالباً ما يتم التعرف على هذه الأمراض من خلال الكشف الدوري على الأمعاء أو على المرضى، من خلال التحاليل المخبرية أو الصور بالأشعة، حتى يتمكن الطبيب من التشخيص الجيد المبكر لهذه الأمراض، ويجب متابعة التحاليل بصفة مستمرة. أما بالنسبة للأمراض الحادة فقد تؤدي إلى خلل بالوظائف الكلوية، الذي قد يؤدي إلى الإصابة بالفشل الكلوي الحاد. ومن الأعراض التي يجب أن يتم الانتباه إليها والتي تعتبر مدعاة للقلق: الحرارة التي لا يعرف سببها، قلة كمية البول عن المعتاد، الحرقة عند التبول، آلام في جانبي منتصف الظهر أو مكان المثانة البولية «أسفل البطن»، حيث يجب استشارة الطبيب فوراً عند الشعور بأي من الأعراض السابقة لاتخاذ الإجراءات اللازمة من تحاليل لأخذ العلاج المناسب، حتى لا تؤدي إلى مضاعفات حادة خطيرة أو الإصابة بأمراض الكلي وهي خطيرة جداً. الأمراض المزمنة التي تصيب الكلي أي مرض أو إصابة من الإصابات الحادة، قد تنتهي بمرض مزمن يصيب الكلي أو الجهاز البولي إذا لم يتم العلاج المناسب في الوقت المناسب. وهناك بعض الأمراض والإصابات التي قد لا يشعر المريض بأعراضها، وقد لا تظهر عليه علاماتها إلا بعد فوات الأوان ، ولكن يمكن اكتشافها مبكراً بالفحص والتحاليل ، ومن هذه الأمراض: العيوب الخلقية التي تصيب الجهاز البولي مثل الكلي المتكلسة، أو انخفاض إحدى الكليتين، أو وجود اختناقات خلقية في الحالب، أو قناة مجرى البول.. إلخ الالتهابات الصامتة وهي التي لا يشكو منها الشخص ولذلك تتراكم مضاعفاتها حتى تتلف الكلي البلهارسيا الأورام التي لا يشعر المريض بأعراضها مبكراً متلازمة الكلى، وهذه المتلازمة التي تكتشف عادة في الطفولة المبكرة، ثم أمراض عامة تصيب الجسم، ومن بينها إصابة الكلي مثل أمراض الروماتويد، والسكري، وضغط الدم المرتفع ،وبعض أمراض الغدد، وغيرها من الأمراض المختلفة. الفشل الكلوي الفشل الكلوي يعني الفشل في وظائف الكلي، أي أنها لا تقوم بوظائفها كما يجب في تصفية الدم وتخليص الجسم من المواد الضارة، ولذلك تتراكم في الدم هذه المواد والأملاح الزائدة، وذلك يؤدي إلى فشل في أنسجة وأعضاء الجسم المختلفة. ومن الأسباب الهامة للفشل الكلوي، سوء استعمال الأدوية التي قد تضر أنسجة الكلي، والتي قد تؤدي إلى تدمير خلاياها، وبذلك ينتج عنها الفشل في وظائفها، لذلك يجب استعمال الأدوية باستشارة الطبيب وتنفيذ تعليماته حتى نتفادى خطر الفشل الكلوي. ويمكن القيام بعدة خطوات مهمة من اجل الوقاية من الإصابة بالكلي أو التدخل الاستعجالي من قبيل : * الكشف المستمر وفحص البول للاكتشاف المبكر لأي أمراض تصيب الكلي أو أي عيوب خلقية بها والجهاز البولي قد تكون غير محسوسة للإنسان ولكن نتائجها ومضاعفاتها خطيرة. * الإسراع بزيارة الطبيب عند الإحساس بأي أعراض، خاصة بالكلى والجهاز البولي. * المبادرة بعلاج التهابات الحلق واللوزتين جيداً، وأي أعراض حادة تصيب الجسم. * علاج الأمراض العامة التي تصيب الجسم وتؤثر على الكلي، مثل السكر، وارتفاع ضغط الدم، والروماتويد، وبعض أمراض الغدد، وغيرها. * الحرص على استعمال الأدوية وعدم تناول أي دواء إلا باستشارة الطبيب المعالج. * الإكثار من شرب المياه والسوائل، خاصة في فصل الصيف والجو الحار. * الحرص على النظافة والاغتسال بالماء لمخارج البول والبراز بعد التبول والتبرز. * الحد من تناول الأطعمة والمشروبات التي يدخل في تصنيعها مكسبات اللون والطعم والرائحة وكذلك التي تحتوي على المواد المحافظة. * تجنب الممارسات الضارة التى تضر أعضاء وأنسجة الجسم ومعها الكلى والجهاز البولي، مثل التدخين وتعاطي المخدرات وغيرها.