صدر للشاعر والناقد المغربي عبد السلام المُساوي مؤخراً كتاب جديد بعنوان (الموت المتخيل في شعر أدونيس) عن دار النايا ودار محاكاة بدمشق. حاول فيه أن يدرس تجليات الموت كما تغنى به أدونيس في قصائده، منفعلا بأساطير الشعوب في هذا الموضوع وفاعلا فيها، بما أضفاه عليها قلمه المبدع من أبعاد دلالية عميقة، كما يفرد الكتاب للغته الشعرية حيزاً يمكن من ملاحظة تحولاتها على كافة المستويات التصويرية والإيقاعية، وهي تخوض صراعها الجمالي مع موضوعة الموت في محاولة لتدجينه فنياً، وتسييجه بما يطيح بتاريخ كامل من الخوف، ويعلي من شأن الجمال الذي يتأبى على كل نهاية أو فناء. يتكون الكتاب من مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة. حيث يتمحور الفصل الأول حول موضوعة الموت والشعر، ويخصص له مبحثين: يدور الأول حول علاقة الموت باللغة، ويدور الثاني حول الموت والشعر العربي المعاصر؛ في حين يرصد الفصل الثاني حضور أساطير الفناء والخلود في شعر أدونيس. وفيه يستحضر طبيعة هذه الأساطير وتقنيات اشتغالها. أما الفصل الثالث فيدور حول الموت كما تخيله الشاعر في نصوصه الشعرية، حيث خصص له المؤلف خمسة مباحث، هي على التوالي: الصورة الشعرية، ورمزية الألوان، ودلالات الزمن، ودلالات المكان، ودلالات الإيقاع. وقد تمكن الدارس من ملاحظة اتساع موضوع الموت في شعرأدونيس وشمولها؛ إذ تندر القصائد التي لم يضمنها معنى من معانيه، هذا فضلا عن إحكامه السيطرة الجمالية على الرموز الأسطورية الحاملة لدلالات الموت. وفي نتيجة من نتائج هذه الدراسة يرى المؤلف أن أدونيس يعتبر التجربة الجمالية للموت اكتساباً للحياة معنى وشكلا؛ وهذا ما يجعل الموت لديه محبوبا ومرغوبا فيه، ويكشف عن قوة داخلية لديه شبيهة بالقوة الأورفية التي أسعفت عاشق يوريديكي قبله في بلوغ المهاوي العظمى للموت. جدير بالذكر أن المساوي سبق أن أصدر مجموعة من الكتب، منها: خطاب إلى قريتي (البيضاء 1986)، وسقوف المجاز (البيضاء 1999)، وعصافير الوشاية (فاس 2006)، وهذا جناه الشعر علي (فاس 2008)، ولحن عسكري لأغنية عاطفية (بيروت 2011) وهذه دواوين شعرية، ومجموعة من الدراسات النقدية منها: البنيات الدالة في شعر أمل دنقل (دمشق 1996) وإيقاعات ملونة: دراسات في الشعر المغربي المعاصر (فاس 2003) وجماليات الموت في شعر محمود درويش (بيروت 2008). هذا فضلا عن كتاب سردي يحمل عنوان: عناكب من دم المكان (فاس 2001).