« الأخ مصطفى لكثيري، الأخ بونعيلات, والإخوة المؤسسون والمقاومون, مؤسسو الاتحاد الاشتراكي، عائلة الفقيد المحترمة من بناته وأبنائه وحفيداته وأحفاده. الأخوات والإخوة مناضلو الاتحاد الاشتراكي الإخوة والأخوات من أحبة المرحوم سي محماد وكدا بصراحة بعدما قاله الإخوان، أجد نفسي محرجاً في الحديث، لكن المناسبة شرط كما يقال. نحن موجودون هنا بعد أزيد من خمسة أسابيع من توديعنا لأخينا الفقيد الذي تصح فيه الآية بعد بسم الله الرحمان الرحيم» »من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا«« الفقيد لم يتبدل تبديلا رغم كل ما تعرض له من اغراءات، رغم كل المحطات، ما بعد الاستقلال كل الأبواب كانت مشرعة، كانت المساهمة مفتوحة في بناء الدولة الحديثة، حيث كان هناك من يقترح عليك أن تتحول إلى رجل سلطة، والذي يقترح عليك التحول الى كذا أو كذا, لكن مناضلنا سي محماد ظل وفيا لمبادئه، واعتبر أنه انتقل من النضال الأصغر الذي هو استقلال البلاد, إلى النضال الأكبر الذي هو بناء الدولة الديمقراطية ومؤسساتها، ولذلك اختار دوماً القوات الشعبية, حتى حينما خرج مع إخوانه في الجامعات المتحدة، وأسس الاتحاد وانخرط في تأسيس الخلايا ,كان مثابراً وكانت مسيرته تحت شعار» »الله يجمع الشمل««، وهو كان يقوم بها للبحث دوماً عن التوافقات وإصلاح ذات البين بين الاتحاديين، حتى عندما يكون العاقون بيننا, يحرص على أن يحول ذلك العقوق إلى ما يخدم الاتحاد الاشتراكي. لذلك نحن اليوم مجتمعون على قيمة واحدة من القيم هي التي علمنا إياها هذا المناضل الجهبد وهي قيمة الوفاء للاتحاديين, والحركة الاتحادية لاتقهر بوفائها . الاتحاديون حرصوا دوماً على إحياء ذكرى المهدي بنبركة وهو من شهداء الحركة التحررية العالمية، والراحل من الذين عايشوا المهدي بنبركة، لكن خصلة الوفاء التي ظلت مستمرة هي التي جعلت من كافة شهدائنا وجعلت من كافة مناضلينا قدوة حاضرة معنا في كافة المحطات. وقد صمد الفقيد, فقيد الحركة الاتحادية.. وهو من الذين يجعلنا المرض أو الشيخوخة نفقدهم. يبدو أننا في حركتنا الاتحادية في حاجة إلى عدم نسيان هؤلاء جميعاً والاتفاق على يوم واحد نجعل منه يوم الوفاء للمؤسسين والمقاومين في كل إقليم وكل جهة, نحتفي به بشهدائنا وبكل الذين فقدناهم. نحن اليوم يجب أن نفكر بما يضمن استمرارية تذكرنا من أمثال سي محماد وكافة الذين فقدناهم، والذين غابوا عنا والذين زرعوا فينا مجموعة من القيم.قيم الديمقراطية والحرية والمساواة والتسامح والاختلاف وقبول الآخر, و قيم العدالة وحقوق الإنسان والدفاع عن الآخر والتضامن, لهؤلاء جميعاً نعتزم أن نحتفي بهم وحتى يكون الاحتفاء منصفاً، لا يجب أن نفكر فقط بالرموز، بل بجميع الذين فقدناهم خدمة للوطن.