بعد معركة شرسة و عقبات كثيرة تمكن السناتور» تشاك هاغل» من أداء اليمين الدستورية ككاتب دولة في الدفاع (وزير للدفاع) لأقوى دولة في العالم. و جرت مراسيم القسم و التثبيت يوم الأربعاء 27 فبراير بمبنى البنتاغون في ضاحية العاصمة الفدرالية واشنطن، و بذلك أصبح السناتور السابق عن ‹نبراسكا» المعروف بالقناص، و الذي خلف «ليون بانيتا» أول محارب سابق في فيتنام يتولى هذا المنصب الرفيع. فمن هو «تشاك هاغل» الذي تعرض لكل هذه الامتحانات قبل تثبيته وزيرا للدفاع؟ بعد أسابيع من النقاشات المتوترة والاعتراضات المتكررة من زملائه الجمهوريين السابقين الذين اخذوا عليه عدم قربه من إسرائيل أو سذاجته حيال ايران، نجح هاغل أخيرا في تجاوز اعتراض تاريخي للكونغريس وتم تثبيته الثلاثاء 26 فبراير في مجلس الشيوخ كوزير دفاع جديد كي يؤدي اليمين في اليوم الموالي. واكد مسؤولون سياسيون انه على الرغم من هذا المسار المزروع بالعقبات، أعرب هاغل عن الأمل في التركيز على عمله والتعاون مع الكونغرس. و «تشاك هاغل» رجل عسكري بالدرجة الأولى وحائز على وسامين «القلب الأرجواني» بسبب دوره في حرب فيتنام، حيث أصيب بحروق شديدة بعد أن تعرضت ناقلة الجنود المصفحة التي كان يستقلها للغم أرضي. بعد عودته من الحرب بفيتنام، عمل هاغل كمذيع إعلامي لفترة وجيزة قبل أن يدخل المعترك السياسي كسيناتور جمهوري ممثلا لولاية نبراسكا، حيث استمر في هذا المنصب بين عامي 1997 و2009. و هو يصف نفسه كالتالي: «لست شخصا مسالما ولكنني أرفض الحرب، أنا شخص واقعي وأعلم أنه لا مجد في الحروب بل المعاناة فقط.» و قد ارتبط «هاغل» بعلاقة قديمة مع الرئيس «باراك أوباما»، الدمقراطي حيث تعرف عليه في مجلس الشيوخ عندما كان باراك أوباما يشغل منصب سيناتور، حيث وجدا العديد من نقاط التفاهم المشتركة بمواضيع متعددة مثل حالات استخدام القوة العسكرية. وبالنسبة للملف الإيراني، يتشارك الرئيس باراك أوباما مع هاغل في وجهة النظر التي تفضل اتخاذ خيار الحوار مع النظام الإيراني كبديل عن القوة العسكرية، إلا أن أراءهما تختلف في موضوع العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران حيث أن هاغل كان معارضاً لها. ويذكر أن هاغل قام بزيارة منطقة الشرق الأوسط والعراق بالتحديد، برفقة السيناتور باراك أوباما وقتها والسيناتور جاك ريد في العام 2008. و يعتبر المراقبون أن أهم امتحان ل «تشاك هاغل» هو ما إذا كان قادرا على تفادي شن حرب ضد إيران و هو القائل «إذا ما تمكنت من الخروج سالما من حرب فيتنام، فسأبذل كل جهدي من أجل منع الحروب.» و واصفا إقبال الولاياتالمتحدة على التدخل عسكريا في العراق في عهد الجمهوري «جورج بوش» بأن هذا يُعتبر « أكبر تخبط للسياسة الخارجية لأمريكا منذ حرب فيتنام».