دعا خالد زريكم خلال ترأسه أشغال المجلس الإقليمي الموسع للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بمراكش ، إلى جعل هذا الاجتماع فرصة لطرح الاقتراحات العملية التي يمكن أن تعيد الوهج لمختلف القطاعات الحزبية بالإقليم من جهتها سلطت نعيمة بنمشيش ، الكاتبة الإقليمية ، الضوء على الأوضاع التي تعيشها مراكش، والتي وصفتها بالمزرية بل والخطيرة على جميع المستويات وفي مختلف المجالات، ما أدى إلى احتجاجات جماهيرية كما هو الشأن لأحداث سيدي يوسف بن علي في غياب تام للجهات المسؤولة كمجلس الجهة ومجالس المقاطعات.. كما نبهت إلى الوضع الأمني الخطير وتنامي الجريمة بمراكش. وتناولت بنشميش خلال الاجتماع الذي انعقد الأحد الماضي بحضور أعضاء اللجنة الإدارية الوطنية بالإقليم، وأعضاء مكاتب الفروع الحزبية و منسقي القطاعات الظروف التي عاشها الحزب محليا قبل انعقاد المؤتمر الوطني التاسع، والأوضاع التنظيمية للحزب بالإقليم، وما تتطلبه المرحلة الراهنة من مجهودات مكثفة للاتحاديات والاتحاديين، مستعرضة الكثير من الإيجابيات التي مرت فيها أشغال المؤتمر الوطني التاسع، والأشواط التي قطعها حزبنا في إعداده والمسطرة المنظمة لانتخاب الكاتب الأول للحزب وأعضاء اللجنة الإدارية الوطنية. وتميزت أشغال هذا المجلس بالنقاش الجاد والمسؤول، حيث دعا كل المتدخلين إلى ضرورة ترك الأنانيات ورص صفوف الاتحاديات الاتحاديين، واقترحوا العديد من الصيغ العملية التي بإمكانها أن تبث الحياة في شرايين الحزب بمراكش ، وتجاوب الحاضرون مع ورقة أعدها عبد الحق عندليب تضم العديد من المقترحات التي من شأنها أن تكون أرضية يتبناها الحزب في تسطير برنامجه العملي بمراكش، للتواصل مع الجماهير والانخراط في نضالاتها.. كما وقف المجلس على الحملة الشرسة لبعض الصحف الصفراء التي تصطاد في الماء العكر محاولة النيل من الحزب ومناضليه.. الجانب النسائي والشبابي كان حاضرا بقوة، حيث شدد المتدخلون على ضرورة الاهتمام بالقضايا الطلابية والعودة إلى الساحة الجامعية، خصوصا أن مراكش تضم واحدة من أكبر الجامعات بالمغرب، كما دعوا إلى ضرورة محاسبة المفسدين ممن نهبوا المال العام وتقديمهم للقضاء.. كما استنكروا الهجمة الشرسة للحكومة على الحريات النقابية. القضايا المغاربية والعربية كانت حاضرة في تدخلات المناضلين، حيث عبروا عن قلقهم الشديد إزاء ما تعرفه بعض أقطار شمال إفريقيا من اضطرابات بعد ثورات الربيع العربي، وما كرسته القوى المحافظة فيها بعد الانتخابات ، جعلها تحاول فرض هيمنتها وسيطرتها على أهم المؤسسات مما تسبب في حالة الاحتقان والتوجس، وأدى الى ما وقع من أحداث بلغت الى حد الاغتيال، ومصادمات دموية ذهب ضحيتها العديد من المواطنين وعلى رأسهم المناضل التونسي الكبير شكري بلعيد، الأمر الذي كان له تأثير سلبي على المشهد السياسي بهذه البلدان، وعلى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وأدى إلى ردود أفعال من مختلف القوى التقدمية والديمقراطية، وكل الفئات الاجتماعية المتطلعة الى تأسيس نظام ديمقراطي جديد يعبر حقيقة عن مصالح الجماهير العريضة المتطلعة الى الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة. كما تم تأكيد مساندة الشعب الفلسطيني وكذا الأحداث التي تعرفها الشقيقة سوريا.. وقد توجت أشغال المجلس الإقليمي الموسع بإصدار بيان، من أهم ما جاء فيه النقط التالية: 1 - الوقوف على الأخطاء التنظيمية المرتكبة على مستوى الإقليم أثناء التحضير للمؤتمر الوطني التاسع، والأخطاء التي تمت خارج القنوات التنظيمية، ويدعو إلى معالجة أسبابها وتأثيراتها في إطار من المسؤولية والتماسك ووحدة الحزب. 2 - إدانة الحملة الإعلامية الشرسة التي تشنها بعض المنابر المشبوهة لتغليط الرأي العام حول نتائج المؤتمر الوطني التاسع، وخلق البلبلة والنيل من سمعة ومصداقية الاتحاد الاشتراكي ومناضليه .وأن منبر الاتحاديين لنقاشاتهم التنظيمية واختلافاتهم هو جريدة الحزب. -3 تثمين التوجه الذي أقره المؤتمر الوطني التاسع والطريقة التي انتخب بها الكاتب الأول وكذا اعضاء اللجنة الإدارية، والتنويه بالقيمة الفكرية للوثائق الصادرة عن المؤتمر، والتي تشكل مشروعا مجتمعيا متكاملا. 4 -إعلان استعداده للانخراط في بلورة التوجهات الحزبية التي أقرها المؤتمر الوطني التاسع، مع الدعوة إلى تفعيلها بشكل قوي من طرف الاتحاديات والاتحاديين تنفيذا لمقررات الأجهزة التقريرية الحزبية. 5 - الدعوة إلى قيام كل المناضلات والمناضلين بدورهم في دعم ومساندة نضالات الشغيلة ومنظمات المجتمع المدني والحركات الشبابية، وعلى رأسها حركة 20 فبراير، والانفتاح على كافة الفئات الاجتماعية وقضاياها المصيرية ، والتنديد بالحملة الشرسة الممنهجة على الحريات النقابية والاقتطاعات من الأجور ضدا على مقتضيات الدستور. 6- يهيب بالطلبة الاتحاديين القيام بدورهم داخل الساحة الجامعية والدفاع على المبادئ الأساسية التي بني عليها الاتحاد الوطني لطلبة المغرب. 7- ينبه الى خطورة الوضع الذي آلت إليه مدينة مراكش، حيث تعاني من تقهقر حاد ومتفاحش في أوضاعها اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ومعماريا، وتدني الخدمات الاجتماعية في السكن والصحة والتعليم، وتفشي الجريمة مما يهدد أمن الساكنة ويؤدي إلى احتقان الشارع، وهو ما أكدته الاحتجاجات الأخيرة بحي سيدي يوسف بن علي، بسبب غلاء تكلفة فواتير الماء والكهرباء في غياب تام للمجلس الجماعي ومجالس المقاطعات . ودعا المجلس إلى افتحاص جميع القطاعات التي تشهد فسادا واتخاذ الإجراءات القانونية والقضائية في حق كل المتورطين بالفساد. 8- استنكار الأسلوب الممنهج والانفرادي للحكومة في ضرب القدرة الشرائية للمواطن من خلال الإجهاز على صندوق المقاصة، وسياستها الرامية إلى نشر ثقافة ظلامية تستهدف العقل وتجلياته المتمثلة في الإبداع والحريات الفردية والجماعية. 9- تهنئة النقابة الوطنية للتعليم، العضو في الفيدرالية الديمقراطية للشغل على نجاح مؤتمرها الوطني العاشر المنعقد مؤخرا بمراكش، ومع تثمين العمل الوحدوي للمركزيتين النقابيتين- الفيدرالية الديمقراطية للشغل والكونفدرالية الديمقراطية للشغل، ويدعوهما الى المزيد من التعبئة ورص الصفوف في مواجهة الهجوم الحكومي على المكتسبات الاجتماعية والحقوقية للمأجورين. كما يثمن التنسيق الذي بدأه المكتب السياسي مع مختلف الفرقاء الاجتماعيين والفاعلين في المجتمع المدني قصد مواجهة الأوضاع الاجتماعية التي تعاني منها المواطنات والمواطنين. 10 - التأكيد من جديد على وحدتنا الترابية بالأقاليم الجنوبية وضرورة الأخذ بمقاربة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب لحل هذا المشكل المفتعل، ومواجهة مختلف القضايا الاقتصادية والاجتماعية والعمل على تنمية مختلف الأقاليم وتعزيز المكتسبات الديموقراطية في إطار الجهوية الموسعة. 11 - استنكار اغتيال المناضل التونسي الشهيد شكري بلعيد من طرف القوى الظلامية ، التي تهدف إلى سرقة الثورات الجماهيرية المتطلعة والتواقة إلى استكمال شروط بناء الدولة الديمقراطية الحداثية المبنية على أسس الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة مع التعبير عن قلقه الشديد إزاء ما تعرفه بعض دول شمال إفريقيا من اضطربات بعدما سمي بالربيع العربي وتكريس هيمنة القوى المحافظة على كل المجالات ، 12 - إعلان تضامنه مع الشعبين الفلسطيني والسوري والتأكيد على وحدتهما أرضا وشعبا وإدانة كل أشكال التدخل الخارجي في سوريا، والتعبير عن تعاطفه مع ضحايا الشعبين العربيين مع التأكيد على الروابط العميقة مع دول جنوب الصحراء وفي مقدمتها الشعب المالي الشقيق المستهدف من قوى الظلام.