في كلمته الترحيبية بعضوي المكتب السياسي الأخوين إدرس أبو الفضل وحبيب المالكي وكذا الإخوة المناضلين الاتحاديين والاتحاديات بجهة تادلة أزيلال، أكد مولاي أحمد الرويسة الكاتب الجهوي للحزب، أن عقد هذا الاجتماع الموسع للمجلس الجهوي بالجهة، يأتي في سياق خاص متجسد أساسا في التحضير للمؤتمر الوطني التاسع للحزب الذي سوف يكون ولا شك فرصة للانخراط في المشروع الجماعي للاتحاد، وكذا محطة جديدة لإنجاز انفتاح واسع على مختلف القوى والفعاليات المجتمعية الديمقراطية وفعاليات اليسار الديمقراطي المؤمنة بالضرورة الاستراتيجية اليوم لبناء قطب وازن في مواجهة قوى اليمين المحافظة، وبما يضمن كذلك فرزا عقلانيا في المشهد السياسي الوطني يفتح أفق تناوب ديمقراطي حقيقي وناضج، كما أكد على كون المؤتمر الوطني التاسع المقبل، هو استثناء من حيث ماهو مطلوب ومنتظر منه وما سيفرزه من قرارات وتوجهات توضح هوية الحزب بشكل أعمق، وتدقق بالتالي في خطه السياسي المرحلي وتضمن كذلك تقوية ارتباطه المعنوي بجماهير الشعب المغربي وقواه الاجتماعية الحية في المدن كما في القرى. وفي الشق المتعلق بالتحضير للانتخابات الجماعية المقبلة، دعا الأخ الكاتب الجهوي عموم المناضلين الاتحاديين والاتحاديات بالجهة إلى ضرورة وضع استراتيجية انتخابية من أجل استقطاب عقلاني لنخب جديدة وفق معايير الكفاءة، والامتداد الشعبي والاقتناع من ثم باختيارات الحزب ومشروعه. على صعيد آخر، أبرز حبيب المالكي عضو المكتب السياسي للحزب في ورقته أهمية هذا الاجتماع غير العادي الذي يأتي في سياق النهوض بأوضاع الحزب وتقوية الأداة الحزبية، وذلك في خضم اللقاءات التواصلية مع المناضلين على مستوى الجهات والأقاليم. فالجميع بمن فيهم حتى الخصوم - يضيف الأخ المالكي- ينتظرون من الاتحاد بأن يعالج أوضاعه الداخلية ومعرفة مدى قدرته وإرادته على تغيير الأوضاع. من هنا فالمؤتمر القادم، بحسب المالكي، سيكون منعطفا في المسار الحزبي وسيكون أيضا مؤتمرا استثنائيا بجميع المقاييس، وذلك لأن الاتحاديين والاتحاديات، أصبحوا يشعرون بثقل المسؤولية. وفي هذا الإطار سيتم فتح حوار جدي وصريح في أفق إيجاد الحلول وصياغة الأسئلة، كما يجب الإقرار أيضا - وهذا قدر الاتحاد - بأن الجاذبية والإشعاع الحزبي لم يعودا الآن كما السابق، لكن بدون الاتحاد الاشتراكي فالبلاد يمكن أن تسير إلى المجهول، وهذه حقيقة يجب الاقتناع بها رغم الأوضاع الداخلية الحالية. المؤتمر التاسع، سيتم أيضا في ظروف وطنية جد متوترة متأزمة على المستوى الاقتصادي، المالي والاجتماعي؛ فالمغرب على هذا الحال ليس بخير، هناك تدني وتيرة النمو، فالسنة الحالية أقل من 3 بالمائة وهي أوضاع تذكرنا بمراحل عصيبة عاشها المغرب في الثمانينات والتسعينات... من هنا، سيكون أمام الاتحاديات والاتحاديين القدرة على تشخيص الأوضاع الحالية، ومن ثم إيجاد الحلول واتخاذ القرارات المناسبة في حينها، كما أن كل الشروط متوفرة الآن لإنجاح المؤتمر المقبل انطلاقا من السياق الدولي، الإقليمي والوطني. فالتغيير المنشود، سيكون في اتجاه توجه يستجيب للمرحلة الجديدة وهو ما سيفرض علينا تغيير الاختيارات العامة لحزبنا، والتغيير سيطال حتى الأداة الحزبية ( التسيير، التأثيث، الاستقطاب، الانفتاح على طاقات جديدة وما إلى ذلك...). وفي سياق آخر، أشار المالكي إلى أننا مقبلون على معركة « مسيرة الأحد المقبل وما تحمله من رسائل متعددة للخصوم والأصدقاء»، فنجاح هذه المسيرة إذن سيكون له وقع داخل الاتحاد الاشتراكي من خلال تغيير اختياره الاستراتيجي، وهو وحدة اليسار المغربي وبعث دينامية في هذا الأخير. وهذه المسيرة أيضا، بحسب عضو المكتب السياسي، لم تأت من فراغ، وإنما بعد عمل طويل بيننا وبين رفاق الأمس، وذلك من خلال التحليل الجريء والدقيق للأوضاع الجديدة، كما أن عملية الإنقاذ هاته لا يمكن أن تنجح بدون اتحاد ووحدة . وفي هذا الإطار إذن، تجب الإشارة إلى أن جهة تادلة أزيلال لا تحتاج إلى التذكير برصيدها النضالي والسياسي والفكري أيضا، ومنذ الآن يجب التعبئة من أجل مصالحة حزبنا مع الجميع مع المحاسبة بطبيعة الحال، وذلك في أفق التحضير لمؤتمرنا المقبل كما يجب. بعد ذلك، فتح نقاش جاد ومسؤول بين جميع المناضلين والمناضلات انصب الكثير منه حول الوضعية التنظيمية للحزب وآفاق المستقبل.