لا يعرف الكثيرون اسم حارث كباري، هذا المتسابق الأكاديري حمل الألوان الوطنية خلال رالي باريس - دكار الأخير، مخترقا صحاري وقفار ثلاثة بلدان من أمريكا الجنوبية أصبح يجري بها هذا الرالي العتيد، وهي البيرو والأرجنتين ثم الشيلي. فحارث كباري كان المغربي الوحيد، الذي شارك في هذا السباق، فئة الدراجات النارية. وقد كانت مشاركته بدراجة لم تكن في ملكيته، بل اكتراها. واستطاع بواسطتها، ودون تأطير تقني أو ميكانيكي، أن يقطع آلاف الكيلومترات، وأن يتجاوز خط النهاية بسانتياغو (الشيلي)، وذلك ضمن 196 متسابقا في الانطلاقة، ثم ضمن 125 استطاعوا إتمام السباق. وتعتبر مشاركة كباري في رالي هذه السنة، هي المشاركة الثانية على التوالي. وقد استطاع خلالها قطع مسافة تزيد على ثمانية آلاف كيلومترا تعرض خلالها، بالإضافة إلى الأعطاب الميكانيكية، إلى سقطة بالشيلي، وقرر بعدها مواصلة السباق مهما كان الحال. هذا بالإضافة إلى العطب الذي تعرض له الدليل الأوتوماتيكي لمسار السباق، الذي كان الأداة التي تساعده على تلمس طريقه في المسالك الوعرة لمختلف مراحل السباق. وفرض هذا على حارث الاستعانة بالدليل الورقي، مما زاد من معاناته خلال المرور عبر الأرجنتين. ومع ذلك سيتمكن بطلنا من أن يقطع كل مراحل السباق ويوقع حضوره ضمن كوكبة الواصلين على بوديوم سانتياغو بالشيلي، حيث احتل خلال المرحلة الرابعة عشرة من السباق، وهي المرحلة الأخيرة، الرتبة 54، والرتبة 63 في الترتيب العام للسباق. وطبعا هذا الإنجاز الذي حققه كباري تم في غفلة من طرف العديد من منابرنا الإعلامية المسموعة والمرئية والمكتوبة. وضمن هذه الأخيرة شكلت جريدتنا نوعا من الإستثناء. أما القنوات التلفزية، التي كانت في دار غفلون، أو بالأحرى كانت مشغولة بكأس الأمم الإفريقية، فقد انتبه بعضها متأخرا إلى إنجاز المتسابق الأكاديري، وأشارت إلى مشاركته معتمدة تغطية غابت عنها الصور واللقطات، علما بأن القنوات الفرنسية كانت تتابع عن كثب، وبشكل متواصل هذا الرالي، الذي كان مغاربة العالم أكثر متابعة لمختلف مراحله، وقام العديد منهم بتشجيع حارث كباري ومراسلته عبر الأنرنيت. وتبقى المشكلة التي تواجه متسابقنا هي هذا الصمت، الذي ووجه به إنجازه، ثم غياب المساندة والدعم اللازمين. وقد أكدت مشاركته الأخيرة بأنه يملك تجربة محترمة تِؤهله، إذا ما توفرت الإمكانيات، لأن يمثل بلدنا أحسن تمثيل. فعندما نقيم مشاركة هذه السنة، والتي تمت ب «الكفاف والعفاف والغنى عن الناس»، يمكن أن نستنتج بسهولة أن هذا المتسابق يمكن أي يحقق إنجازا حقيقيا لو توفر له الدعم اللازم، ولو تحرك المدعمون الرسميون، الذين يساندون العديد من اللحاقات والسباقات التي تفتقد القيمة التي لرالي باريس - دكار، ودعموا كباري، لكان بإمكاننا أن نرى إنجازا يتحقق لبلادنا من سباق استتنائي ليس لأي كان الإمكانيات، ولا الخبرة، حتى لاستكمال مراحله.