على الرغم من إقدام مقاطعة الفداء على استغلال مقرات مخافر شرطة القرب سابقا وتحويلها إلى مصالح لتصحيح الامضاءات، فإن هذه الدينامية لم تنعكس بالإيجاب على مكتب الحالة المدنية بالملحقة الإدارية 20 «كريكوار»، التي يصر بعض الموظفين والعاملين بها على الوفاء لمنطق التسويف و «التجرجير» وعدم مواكبة أي تحديث للإدارة أو عصرنة! الحصول على وثيقة عقد ازدياد على سبيل المثال لا الحصر، والتي لاتتطلب سوى دقيقتين على أبعد تقدير لتعبئتها، لايمكن للمواطن العادي الحصول عليها إلا بعد ساعات إذا ما أخذنا بعين الاعتبار ظروف عمل طالب هذه الوثيقة إن كان يشتغل في مكان بعيد عن مقر الملحقة، ويقطن كذلك خارج تراب مقاطعة الفداء، إذ بعد تسليم الموظفين دفتر الحالة المدينة الذين يكونون عادة 3 جالسين صفا واحدا متحلقين حول نفس الدفتر، وحتى إن تم الأمر في الثامنة والنصف صباحا أو بعدها ب 10 دقائق، أي في توقيت بعيد عن كل أشكال الازدحام، فإن الموظفين يسلمون بالمقابل قطعة ورق منسوخ عليها ب «الكالك» اسم صاحب الوثيقة ونوعها والعدد المطلوب، ليطالبوك بالعودة بعد ساعة من الزمن، وكأن الوقت هو ملك للجميع، وكأن الجميع يوجد في عطالة، وبأن لاشغل لهم سوى انتظار التفضل بتحرير عقد الازدياد براحة مطلقة للموظف، قبل أن تحال للتوقيع وتسليمها للمواطن الذي قد تكون أعصابه قد انفلتت واشتعلت حنقا، بفعل ممارسة ظلت لصيقة بهذا المكتب لسنوات متتالية تأبى إلا أن تستمر في الزمان والمكان!؟