أن يهزم فريق رجاء بني ملال أمام الرجاء البيضاوي عن مؤجل الجولة السادسة عشرة بمركب محمد الخامس أمر عاد ونتيجة متوقعة اعتبارا للتباين الحاصل بين الفريقين على كافة المستويات، وفي مقدمتها التركيبة البشرية، والإمكانات المادية، وظروف الاستعداد، وأجواء التداريب، وتحفيز الجماهير، وامتياز الاستقبال... وما إلى ذلك من العوامل التي ساهمت في ترجيح كفة فريق الرجاء البيضاوي على حساب الرجاء الملالي، الوافد الجديد على أندية الصفوة، والقابع في الصف الأخير. النهج التكتيكي الصارم الذي سلكه المدرب فخر الدين رجحي، والمتمثل في إقفال الممرات، وتحصين الدفاع لم يدم طويلا بسبب العياء الذهني، والتواضع المعنوي، والانهيار النفسي للاعبين الملاليين الذين استسلموا لذكاء المارد عبد الإله حافيظي في الدقيقة 19 بعدما ارتطمت كرته برجل أحد المدافعين لتخدع الحارس اسماعيل كوحا، وتستقر في الشباك. الهدف المبكر دفع بالملاليين إلى التحرر النسبي من النهج الدفاعي، والتقدم نحو تعديل الكفة إلا أن أساليبهم الهجومية لم تكن موفقة، بل كانت محتشمة، ليزداد التفوق الميداني خلال الجولة الأولى في مواجهة المحتل للصف الأخير، هذا التفوق الميداني أثمر هدفا ثانيا في الدقيقة 68 بواسطة البديل محسن ياجور، ليضيف البديل الآخر، والعائد بعد الشفاء من الإصابة، والعفو من العقوبة محسن متولي الهدف الثالث والأخير في الدقيقة 72. فوز الرجاء خلال هذه اللقاء المؤجل، مكنه من استعادة مركز الصدارة برصيد 36 نقطة، على بعد نقطة واحدة عن المطارد المباشر الجيش الملكي، فيما تجمد رصيد الرجاء الملالي في 13 نقطة، ليقتسم الصف الأخير مع النهضة البركانية، وهما الفريقان الوافدان على أندية الصفوة. المدرب فخرالدين حجي اتهم البرمجة، معتبرا إياها لا تخدم، ولا تساعد فريق رجاء بني ملال مع انطلاق مرحلة الإياب، إلا أنه استدرك بأن الهزيمة غير مفاجئة، موضحا في ذات السياق «أنا لا أختبئ وراء البرمجة، لكني كمدرب فإن فريقنا متضرر منها، بخصوص النتيجة، فهي عادية، والرجاء فريق كبير يستحق الانتصار اعتبارا لقوته، وترسانته البشرية». ولم يخف فاخر تضرره هو الآخر من البرمجة، وتأثر لاعبيه من توقف الدوري لمدة تفوق خمسة أسابيع.