قبل الخوض في المآسي التي يخلفها يوميا مستشفى أبو القاسم الزهراوي بوزان ، وجبت التذكير بأن هذه المؤسسة الإستشفائية التي تقدم خدماتها الصحية لأزيد من 300000 نسمة ، وتنخر الهشاشة الاجتماعية غالبيتها المطلقة ، تعيش منذ أزيد من ثلاث سنوات بدون مدير يشرف على تدبير مرافقها ، بعد أن تمت ترقيتها إلى مستشفى إقليمي ، عزز ابتداء من شهر شتنبر الأخير و لأول مرة ، بمجموعة من الأطباء الإختصاصيين ، مما خلف ارتياحا في صفوف الساكنة التي كانت تضطر لحمل مرضاها إلى المدن المجاورة ، مع ما كان يكلفها ذلك من إرهاق مادي وجسدي ونفسي . ساكنة الإقليم سرعان ما ستعود لتندب حضها ، بعد أن سجلت بأن دار لقمان لا زالت على حالها . فالحق في الولوج إلى الصحة كما ينص على ذلك الدستور معلق بهذا المستشفى ، والعناوين البارزة التي تؤثث فضائه العام ، هي الإهمال والتسيب الإداري ، والإبتزاز ، والغياب الشبه مطلق لبعض الأطباء .....فكانت الفاتورة المترتبة عن كل ذلك ثقيلة على حياة المرضى ، الذين تقول الأخبار التي تناقلتها العديد من المصادر ، وعممتها صفحات المواقع الإجتماعية التي تتابع عن كتب التضاريس الإجتماعية لدار الضمانة ، بأن مولودة قد لفضت أنفاسها يوم 10 فبراير ، بعد أن كان المستشفى قد رفض في البداية استقبال الأم الحامل والمخاض يعتصر بطنها ، وسجلت نفس المصادر كذلك غياب أطر المداومة . مصادر أخرى متعددة أفادت الجريدة بأن مولودا آخر كان قد لفظ أنفاسه كذلك قبل أيام ، وتسائلت عن السر وراء الاستمرار في بعث النساء الحوامل إلى المستشفى الإقليمي لشفشاون التي تفصلها عن وزان مسافة 70 كلم صعبة التضاريس ، مما يضاعف من معاناة الحوامل اللواتي غالبا ما يتم نقلهن في شروط تنعدم فيها السلامة الصحية . ولتعزيز ذلك قدمت هذه المصادر شهادات حيث تحدثت عن رحيل سيدة يوم 2 فبراير ، عانت من نزيف في الرحم ، قدمت لها الإسعافات الأولية ، لترسل بعد ذلك إلى شفشاون بدون مرافقة طبية ، لتفارق الحياة وهي في ربيع عمرها ! تجدر الإشارة إلى أن ساكنة المدينة سبق أن خرجت خلال شهر رمضان الأخير في مسيرتين احتجاجيتين ، منددة بالحالة الكارثية ، تدبيرا ، وتجهيزا ، وإهمالا ، ومعاملة ، لمستشفى أبو القاسم الزهراوي الذي لا يحمل من الإقليمية إلا الاسم .