تعرض رئيس الوزراء الصربي إيفيكا داسيتش مؤخرا لموقف لا يحسد عليه عندما اصطادته كاميرا أثناء حوار تلفزيوني وهو ينظر إلى مذيعة أمامه تضع ساقا على أخرى لتكشف أنها لا ترتدي شيئا تحت تنورتها القصيرة. ووقع داسيتش ضحية دعابة تلفزيونية على نمط الكاميرا الخفية لم يجر بثها على شاشات التليفزيون ولكنها انتشرت مثل النار في الهشيم على موقع التواصل الاجتماعي «يوتيوب»، مسجلة الملايين من الزيارات. ووصفت الحكومة الواقعة بأنها تعد «استهزاء» بصربيا وتعهدت بمعاقبة المسؤولين عنها. وتقول الجماعات المدافعة عن حقوق المرأة إن ما يثير الغضب الحقيقي هو تصوير وسائل الإعلام الصربية المستمر المرأة على أنها مجرد شيء جنسي يحدق فيه الرجال في حين تغض الطرف عن العنف و التحرش الذي تتعرض له على نحو يومي. وتقول سانيا سارنافكا، رئيسة منظمة «كن إيجابيا، كن متحررا»، وهي إحدى أكبر جماعات حقوق المرأة في كرواتيا: «يتم اخنزال المرأة في جسدها وملامحها». وتتعرض النساء في معظم دول البلقان، للتهميش في الحياة السياسية وللتمييز من جانب أرباب العمل. والأسوأ من ذلك، بحسب ما يقوله النشطاء، فهن أيضا في كثير من الأحيان ضحايا لثقافة تسامح ضمني مع العنف الأسري. ويقول تقرير صادر عن منظمة «كيور» (بنات) ومقرها البوسنة إن «التمييز الجنسي واسع الانتشار في البوسنة ودول البلقان بأكملها». وتشكل النساء 52 من إجمالي عدد السكان في البوسنة ومع ذلك فإنهن يشغلن 17 فقط من الوظائف الادارية. وفي ألبانيا، استغرق الأمر سنوات من الجدل قبل صدور قانون ينص على تمثيل المراة بنسبة 30 في أي تذكرة انتخابية، لكن القانون تم إلغاؤه قبيل انتخابات العام الجاري. وبينما تتفاوت قضايا المساواة بين الجنسين على نطاق واسع في جميع أنحاء البلقان، تم تعويد النساء في المنطقة منذ فترة طويلة على أن يقبلن دور التابع الخاضع. وإذا كان داسيتش قد ظل على الأقل مهذبا عندما واجه المذيعة المتهورة، وهي في الواقع عارضة سابقة كانت تعمل بمجلة الإغراء المعروفة «بلاي بوي» وتم التعاقد معها من قبل طاقم تلفزيون كرواتي لإجراء الخدعة. فإن في رومانيا المجاورة، عرف الرئيس ترايان باسيسكو بأنه يظهر عدم احترامه للمرأة علنا دون أن يواجه أي عواقب. ويقول المدافعون عن حقوق المرأة إن مثل هذا السلوك من قبل السياسيين يبعث رسالة إلى الرجال مفادها انه من المقبول التحرش بالنساء. وقد تم استغلال النساء في إعلانات تجارية مهينة في صربيا وكذلك في بلغاريا حيث جرى مؤخرا سحب إعلان من هذا النوع بعد أن أثار ضجة كبيرة. لكن أكثر ما يدعو إلى الأسف، بحسب النشطاء، هو أن هناك نساء لا يعترضن على «التركيز عليهن جنسيا فقط» . وتضيف سانيا سارنافكا «كثير من النساء أيضا ينظرن إلى المطالبة بالمساواة بين الجنسين بعين الريبة ويعتقدن أن المرأة «الحقيقية» يجب ألا تشكك في القيم التقليدية».