أثار قرار هدم جميع المنازل الواقعة فوق الممر المخصص لإنشاء سكة القطار فائق السرعة TGV ،احتجاجات متواصلة للعشرات من الأسر القاطنة بالعوامة الشرقية، التابعة للنفوذ الترابي لمقاطعة بني مكادة بطنجة، حيث يطالبون بتأجيل عمليات الهدم إلى حين وضع جدولة زمنية دقيقة لترحيلهم مع منحهم بقعا أرضية تعوضهم عن مساكنهم الأصلية، لأن من شأن الشروع في تنفيذ عمليات هدم هاته المنازل أن يتسبب في تشريد المئات من قاطنيها، خاصة وأن الفترة تتزامن مع فصل الشتاء مع ما يخلفه من فيضانات بمقاطعة بني مكادة، هذا دون الحديث عن مصير أبنائهم الذين سيحرمون من متابعة دراستهم بعد أن يتم إفراغ ذويهم من المساكن المشمولة بقرار الهدم. وفي تصريح للجريدة حول الموضوع، أكد محمد الحمامي، رئيس مقاطعة بني مكادة، أن الأمر يستدعي فعلا التروي في تنفيذ قرارات الهدم حتى يتم التوصل إلى حلول مرضية تنصف السكان المتضررين من جهة، وفي نفس الوقت تضمن إنجاز مشروع إنشاء سكة TGV وفق الجدولة المحددة له، فالتسرع في ذلك سيتسبب في تعقيد الأمور وسيزرع بذور الاحتقان. وفي هذا السياق كشف رئيس المقاطعة أن هناك نقاشا مع الوالي محمد اليعقوبي حول بحث إمكانية أن يقوم المكتب الوطني للسكك الحديدية بتوفير بقعة أرضية لإيواء الأسر المتضررة من هدم منازلها، واعترف أن هذا المقترح ما زال قيد الدراسة مع المكتب الوطني للسكك الحديدية، ومن شأن تنفيذه أن يرضي المتضررين ويضع حدا لهاته الاحتجاجات. وتتمسك الأسر المتضررة، التي تنظم احتجاجات مسترسلة أمام مبنى ولاية طنجة، بضرورة توفير بقع أرضية لبناء مساكن لهم على اعتبار أن التعويض الهزيل الذي قرر المكتب الوطني للسكك الحديدية صرفه لهم لن يكفيهم حتى لمصاريف البناء، فمن أين لهم بتكاليف اقتناء البقع الأرضية؟، مما سيجعلهم عرضة للتشرد والضياع. ويصر المحتجون على تحميل المسؤولية للحكومة التي لم تعرهم أي اهتمام، بل يبدو أنها لا تتوفر على رؤية واضحة للتعاطي مع هذا الملف الشائك، حيث كان يفترض من الحكومة أن تستبق الأحداث وأن توفر الحلول البديلة لإيواء المتضررين قبل الشروع في تنفيذ المشروع، علما بأن توفير بقعة أرضية لن يؤثر على التركيبة المالية للمشروع الذي رصدت له اعتمادات مالية ضخمة. وبسبب عدم تحمل الحكومة لصميم مسؤولياتها، يؤكد المتضررون على رفضهم تنفيذ قرار الإفراغ من دون توفير البديل، وفي حالة ما إذا ما أصر المسؤولون على تنفيذ عمليات الهدم فإنهم يفضلون أن يتم ذلك تحت رؤوسهم على أن يتم رميهم في الشارع ليواجهوا مصيرهم المجهول.