أكد رئيس اللجنة الإدارية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الحبيب المالكي، الثلاثاء بكاسكايس (منطقة لشبونة)، أن المغرب يظل متشبثا بقوة بالمجموعة المغاربية والاستقرار بالمنطقة. وقال المالكي، في مداخلة خلال اجتماع مجلس الأممية الاشتراكية، الذي اختتم أشغاله بعد يومين من النقاشات حول قضايا مرتبطة بالنمو والتشغيل والتنمية المستدامة، إن «الرهان على الاندماج الإقليمي صعب، ولكنه السبيل الوحيد الكفيل بالمساعدة على تحكم وتدبير أفضل للمستقبل، بالنظر إلى أن التحولات التي تشهدها المنطقة تبعث على التفاؤل». وأبرز المالكي، الذي قاد وفد الحزب في هذا الاجتماع، «إننا نشهد ولادة مغرب عربي جديد، واعد بالفرص الجديدة، ويمكن أن يكون فضاء حقيقيا لتحسين القدرة التنافسية وتعزيز جذب المستثمرين»، مشيرا إلى أنه من الصعب للغاية إرساء أسس لاستراتيجية للتنمية المستدامة من دون استقرار. من جانب آخر، أشار المالكي إلى أنه مع استمرار أزمة الديون في منطقة اليورو من جهة، وهشاشة الانتعاش في معظم الدول المتقدمة، من جهة أخرى، فإن الاقتصادات الصاعدة والسائرة في طريق النمو بصدد أن تصير المحرك الرئيسي للنمو بالعالم، معتبرا أن السياق العالمي الجديد يوفر فرصا جديدة للبلدان الصاعدة التي يمكن أن تتمتع بمستوى تنافسية يمكنها من تطوير رافعات جديدة للنمو. وعقب هذا الاجتماع، أعيد انتخاب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية رئيسا للجنة الأخلاقيات، كما انتخب رئيسا للجنة الشؤون الإدارية والمالية. وقدم وفد الاتحاد الاشتراكي خلال هذا الاجتماع ورقة بعنوان «دعم السلم والأمن والديمقراطية في منطقة الساحل»، والتي أكد فيها أن التحديات الأمنية في منطقة الساحل والصحراء كثيرة ومتعددة الأوجه، بدءا بقطع الطرق والسلفية الجهادية ومرورا بالنزاع على القيادة. وأضافت الوثيقة إلى أنه إلى جانب هذه التحديات، التي تطرحها الأزمة في مالي، هناك تحديات أخرى تطرح مخاطر حقيقية دائمة من قبيل الجفاف والتصحر وأزمة الغذاء، مشيرة إلى أن عدم الاستقرار وانعدام الأمن يطرحان إشكاليات حقيقية على الاستقرار والديمقراطية ووحدة الدولة في منطقة الساحل والصحراء. من جهة أخرى، قدم الاتحاد الاشتراكي ورقة عمل حول «الربيع العربي: الانتقال غير المكتمل» في إطار النقاش حول آخر التطورات المرتبطة بمجهودات الشعوب في العالم العربي للدفع بالمسار الديمقراطي. وتؤكد الورقة أنه بفضل المطالب الاجتماعية والاقتصادية والديمقراطية، فإن العالم العربي يعيش منذ أكثر من عامين، تحولات عميقة واضطرابات متنوعة، مشيرة إلى أنه إذا كانت ثورات الربيع العربي قد أدت إلى تغيير عدد من الأنظمة الاستبدادية في المنطقة، فإنه ما زال هناك عدد كبير من التحديات التي يتعين رفعها، وأنه من السابق لأوانه وضع حصيلة سياسية نهائية لعملية انتقالية سياسية لما تكتمل بعد.