في خطوة تصعيدية دعا بيان لطلبة جامعة سيدي محمد بن عبد الله، يحمل توقيع الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بجامعة ظهر المهراز بفاس إلى مقاطعة الامتحانات المزمع إجراؤها يوم 5 فبراير 2013 مع تحميل إدارة الكليات ورئاسة الجامعة المسؤولية الكاملة في ما ستؤول إليها الأوضاع . خطوة تصعيدية جاءت على خلفية ما ترتب عن اقتحام الحي الجامعي سايس (ذكور) يوم 14 يناير 2013، من انتهاكات لحقوق الإنسان التي وصلت حد مصادرة الحق في الحياة للطالب محمد الفيزازي، الذي فارق الحياة صبيحة يوم الجمعة 25 يناير 2013، بالمركز الاستشفائي الجامعي بسبب الاعتداء الذي تعرض له خلال عملية تدخل عناصر القوات العمومية حين عمد بعض الطلبة المعتصمين إلى منع موظفتين وثلاثة موظفين منأداء مهامهم، واقتحام غرف يقطن بها غيرهم من الطلبة واحتلال مرافق مختلفة بالحي الجامعي، وبسبب استعمال القوة المفرطة من طرف القوات العمومية بدون مبرر لذلك، وإمعان مجموعة من عناصرها في إلحاق الأذى بأي طالب وقع بين أيديها والحط من كرامته. ممارسات اعتبرتها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان منافية لحقوق الإنسان والقوانين الوطنية. خطوة تصعيدية، أكيد ستحول محيط الجامعة لثكنة أمنية مفتوحة لمختلف القوات، واعتماد الوصفة المراكشية لمواجهة ما سيترتب عن المقاطعة المرتقبة، حيث سادت حالة استنفار في صفوف الأمن بعدما أضحت حركة الاحتجاجات داخل كلية الآداب بجامعة القاضي عياض تتجه نحو تعقيد الوضع وإلغاء الامتحانات من جديد، إذ تم حشد عدد من السيارات التي كانت تضم عددا من رجال الأمن، وكذا فرق الصقور على متن الدراجات صوب المكان القريب من الكلية، وأعطيت أوامر لرجال أمن بالزي المدني بالدخول للكلية ومراقبة الوضع عن كثب، واعتقال أي طالب يدعو إلى المقاطعة، أو يحمل أي نوع من الأشياء المحظورة داخل الجامعة، الأمر الذي أسفر عن اعتقال ما لا يقل عن 15 طالبا أطلق سراح أغلبهم. مشهد، قد يتكرر بالحاضرة الإدريسية على غرار ما وقع بمراكش، مما دفع بالطلبة توجيه رسالة إلى أمهاتهم وآبائهم والى عموم الجماهير الشعبية، تحمل نبرة شرارة التصعيد ويتضح ذلك من خلال الفقرة الختامية من البيان الذي يؤكد المقاطعون في مضامينه «أن الاستجابة إلى مطالبهم العادلة والمشروعة وحدها الكفيلة باجتياز الامتحانات واستمرارية الموسم الدراسي»، رسالة حزينة تقول « مهما كلفنا الأمر من تضحية فنحن مستعدون لذلك، ولن نكون أحسن ممن سبقونا للتضحية، لذا فإن بلغكم خبر اعتقالنا أو استشهادنا لا تحزنوا،....».