لم يستطع فنان أن يحافظ على نجوميته على مدار مشواره الطويل ورصيده الفني الضخم، مثلما نجح في ذلك «الزعيم» عادل إمام. ورغم كل الصعوبات التي واجهها والعقبات التي وقفت في طريقه، فإن موهبته وإخلاصه لعمله وحب الناس له جعلته على القمة دائما. تكريمك أخيرا عن مجمل أعمالك، وبالأخص مسلسل «فرقة ناجي عطا الله» في أربيل كردستان بالعراق، هل كان له شعور مختلف عن التكريمات السابقة؟ بالتأكيد فرحتي بهذا التكريم مختلفة، خصوصا أنني أول فنان مصري يكرم هناك، بالإضافة إلى الاستقبال الحافل الذي وجدته من الشعب الكردي، ومحبتهم التي لمستها في عيونهم، وطريقة معاملتهم الرائعة لي، فهم شعب أصيل وطيب ويعرف قيمة الفنانين ويحبون المصريين بشكل كبير. وللأسف لم أفهم اللغة الكردية التي كانوا يتحدثون بها، لكنني شعرت بالسعادة والبهجة عندما سمعت اسمي ينطق من خلال هذه اللغة، ومن كثرة سعادتي بالتكريم طلبت من المسؤولين عنه عصا لأشارك بها بعض الشباب الذين رقصوا أثناء فترة الاحتفال، لكنني للأسف لم أستطع فعل ذلك في اللحظات الأخيرة، لأنني تذكرت وقتها ما يحدث في مصر وما يمر بها من أحداث سياسية. أعلنت خلال التكريم أنك خائف على مصر وطلبت من الحضور أن يدعوا لها، فهل ترى أن مصر تدخل في نفق مظلم من الصعب الخروج منه؟ مصر في مأزق، وهذا قلل من فرحتي بالتكريم لأنني أفكر في بلدي ومستقبله، فهناك غمة موجودة على صدور الشعب المصري تجعله لا يستطيع التنفس أو التمتع بأي شيء بسببها، لكنني دائما أردد عبارة واحدة وأتمنى أن تتحقق قريبا: «يا رب أحفظ مصر». وهذا ما أطلبه من الله طوال الفترة الحالية، لأن بلدي الغالي يحتاج إلى معجزة من الخالق ليعود إلى ريادته ومجده اللذين حققهما منذ أكثر من سبعة آلاف سنة، فمصر قادرة على تجاوز المحن لأنها بلد قوي وتاريخها المشرف أثبت ذلك. علمنا أنك تحضر لمسلسل جديد بعنوان «العراب» بعد النجاح الذي حققه مسلسلك الأخير «فرقة ناجي عطا الله»، فمتى سيبدأ تصويره؟ أفضل عدم الخوض في تفاصيله، خصوصا أنني لم أبدأ تصويره، وأنتظر الانتهاء من فترة التحضيرات وجلسات العمل وبعدها سأعلن عنه. وعموما أنا لا أتحدث عن أعمالي الجديدة حتى يشاهدها الجمهور ويعلن رأيه فيها، وكل ما يمكن أن أقوله أنني أحرص في أي عمل فني جديد على تقديم القضايا التي تمس المواطن المصري وتشغل باله، وهذا يجعله يتفاعل مع أحداث العمل ويعتبره جزءا من حياته. ودائما ما أبحث عن تقديم الموضوعات الجادة في إطار كوميدي يحترم عقل المشاهد وذكاءه، ومن دون هذه التوليفة لا ينجح العمل، لأنني لا أؤمن بأن هناك مسلسلا أو فيلما ينجح عن طريق الصدفة، فهذا غير وارد على الإطلاق، لأن النجاح يأتي نتيجة جهد مبذول من كل فريق العمل، بالإضافة إلى قدرة الفنان على تنمية الموهبة بداخله وتوجيهها بالشكل الذي يقدم من خلاله أعمالا فنية جيدة تظل عالقة في أذهان الناس لسنوات طويلة، وتحفر في ذاكرة الفن المصري. عودتنا على تقديم عدد من الوجوه الشابة، فهل ستكرر ذلك في مسلسلك المقبل؟ واجبنا تجاه الوجوه الشابة أن نقدم لهم المساعدة ونعطيهم من خبراتنا، وهذا ما أحاول القيام به مع كل عمل فني جديد، بالإضافة إلى أنني أحاول دائما تقديمهم بشكل مختلف وأدوار فنية بعيدة تماما عما قدموه من قبل، حتى يكون شكل ظهورهم معي مفاجأة للجمهور. وأكون في غاية السعادة عندما أجد أن الشباب أصبحوا نجوم شباك وقدموا بطولات أفلام. وهل تهتم بمتابعة الأعمال الفنية الأخرى لهؤلاء الشباب؟ أشاهد معظم الأعمال الفنية التي تقدم، سواء سينما أو تلفزيون، لأنني أحب الفن وأحب الفنان الجيد وأتابع أعماله، وأكتشف منذ اللحظة الأولى الممثل الذي بداخله فنان متميز، وقد حدث معي ذلك أكثر من مرة. وكل فنان شاب شعرت بموهبته حرصت على أن يقدم معي عملا فنيا، فمثلا عندما كنت أتابع مسلسل «تامر وشوقية» شاهدت أحمد مكي وأعجبني جدا، ووقتها تحدثت معه وطلبت منه أن يأتي إلى مكتبي، لكن عندما حضر لم أعرفه بسبب عدم وضعه الباروكة، فطلبت منه أن يضعها ويشاركني في فيلم «مرجان أحمد مرجان»، وبالفعل قدم الدور وأصبح الآن نجما له جماهيريته. وهذا هو دور الفنان أن يقدم عناصر جيدة وجديدة وموهوبة لخدمة الفن. أي من نجوم الكوميديا، الشباب تتابع أعمالهم؟ جميعهم يملكون الموهبة الفنية وأصبح لديهم جماهيرية عريضة، وهذا دليل على النجاح. فعلى سبيل المثال محمد هنيدي استطاع بنجاحه بفيلم «صعيدي بالجامعة الأمريكية» أن يرفع أجور النجوم حتى أصبحت بالملايين، ولم نكن نسمع من قبل عن فنان يتقاضى الملايين في فيلم سينمائي إلا بعد ظهور هنيدي. وأنا عندما أجد فنانا حقق نجومية كبيرة أفرح له، ومنهم هنيدي وعلاء ولي الدين رحمه الله ومحمد سعد، رغم ما يتعرض له من هجوم، فأنا أرى أنه فنان ناجح والجمهور يحبه، ويكفي تحقيقه لإيرادات وصلت إلى 30 مليون جنيه في أحد أفلامه، وهي إيرادات غير مسبوقة، وعندما أشاهد أعماله أصاب بهستيريا ضحك لا تنتهي، ومن ضمن هذه الأفلام «اللمبي» و «اللي بالي بالك» و «بوحة».