لم تمنع الأمطار الغزيرة ولا برودة الطقس، من توافد الآلاف من المتصرفين المغاربة القادمين من كل أرجاء المملكة، على باب الأحد بالرباط زوال السبت 19 يناير الحالي تفعيلا للبرنامج النضالي الذي سطره الاتحاد الوطني للمتصرفين المغاربة، والذي تدعمه بشكل كبير ومباشر أبرز المركزيات النقابية وفي مقدمتها الفيدرالية والكونفدرالية الديمقراطية للشغل . قبل أن تنطلق مسيرتهم في اتجاه شارع محمد الخامس وقوفا أمام البرلمان ومحطة القطار الرباطالمدينة. حناجر المحتجين كانت تصدح بشعارات متعددة ومختلفة إلا أن نفس المضمون كان يجمع بينها لتلتقي عند نفس : المعاناة التي تعيشها هذه الفئة التي تعد العمود الفقري للمرفق العمومي بالمغرب، هذه المعاناة تستمد ذاتها من الإقصاء المخطط له من طرف حكومة عبد الإله بن كيران، وتجاهلها التام وصمتها المطبق أمام المطالب العادلة للمتصرفين المغاربة في الوقت الذي تتبنى فيه منطق الانتقاء تجاه فئات أخرى من موظفي الدولة .. المتصرفون المغاربة رددوا تشبثهم المنطقي والعادل خلال مسيرة الغضب ضد التمييز ، مؤكدين على مطالبهم العادلة والمتمثلة في إشراكهم في وضع نظام أساسي عادل يعيد لهم اعتبارهم المادي والمعنوي، ومراجعة أرقامهم الاستدلالية وإعادة النظر في مسار الترقية على صعيد القطاعات، مع التعويض عن المهام والتعويض عن التدرج الإداري، بالإضافة إلى تعويض التدبير والتعويض عن التأطير للمتصرفين المساعدين والمتصرفين الرئيسيين حسب الرتب مع الرفع من نسبة الترقية لتصل إلى 36 بالمائة، وضرورة إحداث أرقام استدلالية جديدة تناسب حملة الدكتوراه في.. و مساواتهم مع بعض الفئات المماثلة وخاصة المهندسين بحكم تشابه المهام والمسار التعليمي. كما استحضرت مسيرة الغضب ضد التمييز كذلك الوضع العام بالبلاد على ضوء الهجوم الحكومي الممنهج على الحق في الإضراب الذي يضمنه الدستور الذي صوت عليه المغاربة، وضمنهم أعضاء الحزب الذي يقود الحكومة حاليا، ولجوئها اللاقانوني إلى الاقتطاع من الأجور قبل صدور القانون المنظم للإضراب. صرخة المسيرة شددت على أنه لا سلم اجتماعي ولا إصلاح للمنظومة الإدارية في ظل هذا الحيف الحكومي، والذي يجسده التمييز وتكريس الفوارق الأجرية بين أطر الدولة المتشابهة من حيث التكوين والمهام.فاطمة بن عدي رئيسة الاتحاد الوطني للمتصرفين المغاربة صرحت في كلمة لها، موجهة الى الحكومة، بأن الاتحاد سيستمر في تنفيذ برنامجه النضالي ضد التمييز الحكومي إلى نهايته، مشيرة في ذات الوقت إلى اعتزاز الاتحاد بالدعم النقابي الذي يتسع يوما بعد يوم وهو ما يحفز الاتحاد على الدخول في الشطر الثاني من برنامجه النضالي الذي سيعلن عنه لاحقا إلى أن تجلس الحكومة إلى طاولة الحوار في أفق إنصاف المتصرفين المغاربة. بن عدي اعتبرت أن الحكومة قد التقطت اليوم رسالة واضحة من خلال هذه الحشود من المتصرفين التي حضرت المسيرة، وهي مفاجأة غير سارة بالنسبة للأطراف الحكومية التي تحاول إقبار ملف المطالب العادلة للمتصرفة والمتصرف المغاربة.