استهل المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم مشاركته في الدورة ال29 لكأس إفريقيا للأمم، التي انطلقت مساء يوم السبت وتتواصل إلى غاية عاشر فبراير المقبل بجنوب إفريقيا، بتعادل بدون أهداف مع نظيره الأنغولي في المباراة، التي جمعت بينهما بملعب «سوكر سيتي» بجوهانسبورغ برسم الجولة الأولى من منافسات المجموعة الأولى ضمن الدور الأول. وكان منتخبا جنوب إفريقيا (البلد المنظم) والرأس الأخضر قد تعادلا بالنتيجة ذاتها (0 - 0) في المباراة الافتتاحية لمنافسات المجموعة الأولى. ويمكن اعتبار هذا التعادل منطقيا بالنسبة للمنتخبين بالنظر للمستوى القوي الذي ظهر به كل منهما حيث سيطر المنتخب المغربي على مجريات الشوط الأول وأهدروا سيلا من الفرص السانحة للتهديف، قبل أن يأخذ منتخب «الغزلان السود» المبادرة في الشوط الثاني ويقلق راحة الدفاع المغربي في كثير من الأحيان. وإذا كانت النخبة المغربية قد خرجت من هذا اللقاء، الذي قاده الحكم السينغالي بادرا دياتا أمام جمهور قليل نسبيا (15 ألف متفرج) على ملعب يتسع لحوالي 90 ألف متفرج، قريبة من تحقيق ثلاث نقاط الفوز لتكتفي في الأخير بنقطة التعادل، فإن ما أثلج الصدر هو المعنويات العالية التي لعبت بها والرغبة الأكيدة والقوية في الفوز الكفيل وحده بتعزيز الحظوظ في بلوغ الدور الثاني والقطع مع سوء الحظ الذي لازمها بخروجها صاغرة في الدور الأول لدورات (2006 و2008 و2012 مع عدم تأهلها إلى دورة 2010 بأنغولا) . كما بدا وبشكل جلي، من خلال الروح العالية والقتالية التي أبانت عنها العناصر الوطنية، أن الرغبة كبيرة وأكيدة في إعادة كرة القدم المغربية إلى سابق عهدها كقوة لها وزنها على الساحة القارية، ومن ثم بعث رسالة اطمئنان إلى الشارع الرياضي المغربي عامة وعشاق الساحرة المستديرة بشكل خاص، بأن الجيل الجديد له كل المقومات التي تؤهله لاستعادة الهيبة المفتقدة والتي بدأت ملامح استعادتها تتأكد خاصة في الآونة الأخيرة على أيدي أطر تقنية وطنية إن على مستوى الأندية أو المنتخب. وتقاسم المنتخبان السيطرة، حيث جاءت أطوار الشوط الأول في اتجاه واحد وهو مربع عمليات المنتخب الأنغولي الذي تحمل ومن خلفه حارس مرماه جواو لاما عبء الدقائق ال45 الأولى نتيجة الضغط المتواصل الذي مارسه أشبال الإطار الوطني رشيد الطوسي. وباستثناء الدقيقة الثالثة، التي سجلت أول وآخر محاولة لمنتخب أنغولا في الشوط الأول والتي كان من ورائها العميد والمهاجم مانوتشو والتي تعامل معها الحارس والعميد نادر لمياغري بحنكة وصدها على مرتين، فإن النخبة المغربية نجحت في بسط سيطرتها على باقي مجريات هذا الشوط، وذلك من خلال ملء وسط الميدان واللعب على الأجنحة والتسديد من بعيد. ورد المنتخب المغربي دقيقة واحدة بعد محاولة منتخب «الغزلان السود»، بواسطة كريم الأحمدي (د 4)، الذي سدد كرة قوية ومركزة حولها الحارس لاما ببراعة إلى الزاوية، قبل أن يعود منير الحمداوي (د 10) ويجرب حظه بتسديدة من على بعد 25م اضطر معها الحارس الأنغولي لإخراج كل ما في جعبته لإنقاذ مرماه من هدف كاد أن يكون محققا. وشكل كل من النشيطين أسامة السعيدي ونور الدين أمرابط، خطورة متواصلة على معترك الدفاع الأنغولي من خلال سرعتهما الفائقة ومراوغاتهما المتقنة وتزويد زملائهما بكرات كانت تحمل طابع الخطورة، غير أن تكتل الدفاع وبراعة الحارس من جهة والتسرع وقلة التركيز وبقاء قلب الهجوم الحمداوي بدون دعم ، أضاع على النخبة المغربية فرصا كثيرة لافتتاح حصة التسجيل. وكان السعيدي قريبا من بلوغ مرمى الحارس لاما بعدما تلاعب داخل مربع العمليات بمدافعين وتخلص منهما غير أن تسديدته أخطأت المرمى بسنتمرات قليلة (د 14)، قبل أن يعيد الأحمدي الكرة ويسدد بدوره جانب مرمى الحارس لاما (د 15) لتواصل العناصر الوطنية أمام تكتل الدفاع الأنغولي، سيطرتها التي كانت تفتقد للفعالية والنجاعة الهجومية. وفي الشوط الثاني، خلع المنتخب الأنغولي ثوب التواضع الذي أبان عنه في الجولة الأولى، وبدأ يشكل بدوره خطورة على دفاع المنتخب المغربي خاصة مع تواجد مهاجم هداف ومتمرس ومزعج في شخص مانوتشو. وكان أشبال المدرب غوستافو فيران، الأكثر تحكما في مجريات اللعب وسبقا للكرة واندفاعا نحو الهجوم ما أرغم الدفاع المغربي بقيادة المهدي بنعطية على التقهقر إلى الخلف حفاظا على نظافة شباك لمياغري، الذي ارتبك وارتكب خطأ فادحا كاد من خلاله منتخب أنغولا أن يفتتح حصة التهديف، غير أن الكرة العالية التي كان من وراءها البديل أفونسو (د 47) مرت محاذية للمرمى. وأمام هذا الضغط لجأت العناصر الوطنية إلى تعزيز الدفاع ونهج المرتدات السريعة التي تحمل بعضا من الخطورة خاصة عن طريق كل من الحمداوي الذي موه بشكل جيد وتخلص من أحد المدافعين وسدد كرة مرت جانبية (د 54)، ويونس بلهندة، الذي حل بديلا عن عبد العزيز برادة، والذي راوغ مدافعين وسط مربع العمليات وسدد بشيء من الرعونة بجانب مرمى الحارس لاما (د 68). وعاد منتخب «الغزلان السود»، الذي يتمتع لاعبوه بلياقة بدنية ممتازة، لأخذ المبادرة من جديد فيما تبقى من دقائق اللقاء، ومارسوا ضغطا متواصلا بحثا عن هدف الفوز غير أن تماسك وقتالية المدافعين المغاربة ومن خلفهم الحارس لمياغري أجهضت كل المحاولات لتنتهي هذه المباراة كما بدأت بالبياض، لكن بقناعة كبيرة في كون المنتخبين المغربي والأنغولي سيقولان كلمتهما في هذه المجموعة خاصة بعد العرض الباهت والمستوى الضعيف الذي أبان عنه منتخبا جنوب إفريقيا والرأس الأخضر في المباراة الافتتاحية. وتقام الجولة الثانية يوم الأربعاء المقبل (23 يناير) بمدينة دربان، وخلالها يواجه منتخب جنوب إفريقيا في المباراة الأولى (الثالثة بعد الظهر) منتخب أنغولا، على أن يقابل المنتخب المغربي في الثانية (السادسة مساء) منتخب الرأس الأخضر. البطاقة التقنية المغرب - أنغولا (0 - 0) الملعب: سوكر سيتي الأرضية: ممتازة الجمهور: حوالي 15 ألف متفرج - الحكم: السينغالي بادارا دياتا الإنذارات: المهدي بنعطية ويونس بلهندة (المغرب) ومانوتشو (أنغولا) تشكيلتا المنتخبين: المنتخب المغربي: نادر المياغري (عميد الفريق) - عبد الرحيم الشاكير - المهدي بنعطية - عصام العدوة - عبد الحميد الكوثري - كريم الأحمدي (شهير بلغزواني) - عادل هرماش - عبد العزيز برادة (يونس بلهندة) - نور الدين أمرابط - أسامة السعيدي - منير الحمداوي (يوسف العربي) المدرب: رشيد الطاوسي منتخب أنغولا: جواو لاما - دوس سانتوس سيرادو (ماركو إيروزا) - كيسانغا باتوس - ماسونغونا داني - كيامي - جيرالدو وديدي (جيلبيرتو) - بيروليتو - كونكو زلاتا (ألفونسو غيليرم) - مانوتشو (عميد الفريق) - ماتوس المدرب: غيتافو فيران