إذا كانت الساعات الأولى من يوم السبت 22 دجنبر 2012 ، قد أعلنت عن انطلاق أولى عمليات التهيئ لمشروع بناء المسرح الكبير للدارالبيضاء، فإن توالي الأسابيع أظهرت نوايا «خطيرة» تجسدت في الطريقة التي تم التعامل بها مع الحديقة الكبرى التي كانت تضم المئات من أنواع الأشجار والنخيل والنباتات بموقع الفيلا، حيث استعملت آليات وجرافات وشاحنات من الحجم الكبير وآلات لتقطيع الأشجار ، وبوشرت الأشغال في جو من السرية والحراسة المشددة والسرعة في تنفيذ تفاصيل هذه «الجرائم» التي يعاقب عليها القانون! ورغم الكشف عن هذه «الخروقات» ، التي يُجهل من أعطى تعليماته للتعامل مع هذه الاشجار ب «وحشية» مفرطة، فإنه لم يسجل أي تحرك جدّي من قبل أي مسؤول بالدارالبيضاء ، من الوالي إلى آخر مستخدم بقسم الأغراس والحدائق التابع لمصالح الولاية ، وكأن الأمر لا يستحق تسليط الضوء على ما يدبر في جنح الظلام! هذه الوقائع ، تحيلنا إلى ما تعرفه الدارالبيضاء من «إعدامات» نفذت في حق العديد من المساحات الخضراء والأشجار ، نذكر منها : الأشجار التي تم اقتلاعها من شارع با حماد وشارع محمد الخامس، وساحة ماريشال بفعل أشغال الطرامواي ، ثم الزحف الممنهج على جوانب حديقة «النافورة» المتواجدة بساحة محمد الخامس ، الساحة المقابلة لكنيسة «ساكري كور» التي تحولت الى مرآب للسيارات.. وإذا كانت «الأشباح» مازالت تتحرك ل«دفن» معالم الدارالبيضاء في مقابر من الاسمنت ، فإن السؤال المطروح هو : متى يتحرك الوالي لإيقاف مثل هذه «التجاوزات»، علما بأنه سبق أن صدرت توجيهات ملكية تنص على إعمال القانون والمراقبة في ما يخص «خروقات » من هذا القبيل؟! ..